35

884 108 64
                                    

لقد اعتدّتُ أن اسرِقه من العالمِ كُلَّ مساء في زوايانا الهادِئة كي أحيى لأنّ عضلةً في صدري تضخُّ شراينها بإسمِه

راقبتُ انحِسارَ الظلامِ مع بُهوتِ الشفقِ الوردي على نفسِ التلّة الّتي شهِدت أجملَ لحظاتِنا و خلفَ أشجارِها اختبأت ضحِكاتُه و أحاديثُه الطويلة و ليالينا و السَهر، و من ثُريّاتِها تدلّت أغنياتُه، و غفى سكوتُ الّليل بمضجعي ينخزُني مُذكّراً لي بمقدارِ وحدتي و انطِفاءي، و بصدرِ السماءِ خفقت النّجوم راسمةً لي ملمحُه.

رسى الولهُ بقلبي الواهي، وتراخى بعدما لطمهُ شجوُ الكِتمانِ، لحفني الصمتُ و التّف بعضي على بَعضي..
و كأنّي كُلّي.. و كأنّي لي..

راحت النّسماتُ المـيسَ تلمِسُني بهمساتِها العليلا
أغمضّتُ أجفاني أُنشِدُ النّسيانَ لأتقِطَ أنفاسي قليلا
و لكِن...
هذا الجّيشُ المهزومُ بِداخلي يحمِلُ حملاً ثقيلا
هرِمَ و شاخَ من مُحاكاةِ نفسه بفؤادي الهزيلا
يا حُبُّ!
ما لنا إلّا الهزيمةُ بحروبكَ لنسقُط
سقوطاً مُغرياً جميلا..
أضحى التّفَنّنُ بعذابِ القلبِ غايةً و سبيلا
رُغمَ أنّي أعرِف..
أعرِفُ أنّ الإنتصارَ و الوِصال ليسَ إلّا ضربٌ من المُستحيلا.

" تايهيونغ.." ارتدّت الصِبا مع صوتهِ لأستدير و أقابِلهُ خلفي... يبدو أنّه اهتَدى لأنيني، رغم أنّي من أخطَأ معهُ، كانَ دوماً يأتي إليّ حامِلاً جراحه لنُضمّدها معاً.

" تعلمُ أنّ المُحِبّ يرِقُّ عندَ الجّفاء؟ "
حادثني و أقدامُهُ تطأُ نحوي ليجلس بجانبي مُتجنّباً عيناي، ذلكَ نوعٌ من العِتاب على تجاهُلي لنداءِ قلبينا، و تردّدي في أخذِ أوجاعِه وتقبيلها حتّى تلتئِم
لقد كنتُ أفعل ذلك ولا يرى... أفعلُ ذلكَ في مُخيّلتي.
لم أستطع تجاوزَ حدودِ خارطةِ رأسي... هذا لأنّي جبانٌ أمام خطيئتي.

" تخلّى عن كِبرياءكَ لهنيهة...افعلها مرّة واحدة و راضي حُزني منّا و علينا "
احتدّت نبرته، حدّتها كانت سِتاراً يحجُب خلف انكِساراً

" أنتَ لا تَفهم! و لن تفهم ابداً.. الأمرُ لا علاقةَ له بالكِبرياء! هل يُمكنكَ أن تنظُر أعمق من هذا؟؟ "
جرّ لِساني حروفاً ساخِرة، و خلف كُل سُخرية تقبعُ حقيقة مُستترّة دامية

" إذاً... اجعلني أفهم "
صوّب عيناهُ بعيناي

" سأجعلُكَ تفهم!! "

دنوتُ منه





.

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن