29

903 118 33
                                    


انتَهى أيلول و تبدّلت النسماتُ بالرياحِ العاصِفة بعدهُ
كثيراً كثيراً ما يزدَحِمُ المطرُ فوقَ خُصلاتِ هذا الفاتِن الّذي يقبعُ بجانبي هذهِ الّلحظة، و كثيراً كثيراً ما أغارُ عليهِ منها.

انسابَ سؤالهُ لي من بين حُلوتيه
" تايهيونغ، أيمكِنُني سؤالُك ؟ "

هذا الطِفل يهوىٰ مُساءلتي على الأغلب
" تسألُني وأنتَ السّؤال والجّواب ؟؟ "

" أجل، اسألكَ لأنّكَ بِئري الّذي أنهلُ منهُ مَعرفتي حين العطشِ والسقمِ "

ابتسمتُ بإتّساع لجملته، قلبي اعتادَ أن يركُض دوماً لكلامهِ المُباغت هذا،
" هاتَ ما عِندك إذاً "

تنهّد مستعدّاً لطرحِ ما بخلَدِه...
" هَل جرّبتَ أن تُحبَّ أحدهُم و تدعو لِلرّب أن ينزَعَ هذا الحُب من قلبِك؟ "

انقبَض قلبي و اجتاحَني الخوف..
الخوفً من أن يكونَ هنالك معنىٰ مخفي خلفَ سؤالهِ ذاك
لكنّي جمعتُ نفسي، نظّفتُ حلقي و أجبتُه بنبرةٍ ثابتة
" لا.. تعلم جيّداً أن الحُبّ لا يعنيني، مَهما كانَ شُعوره عظيماً أنا اختارُ اللاشُعور، فالنِهاياتُ مأساويّة و لا مفرّ من هذا جونغ كُوك "

هَمهمَ لي
و خيّم الصّمتُ فوقنا
هذا الصّمت المُلازِم لمشاعري الآن
و رغمَ هذا أنا أحبك
و غداً
و بعدَ غد...
أُحِبّك، حينَ تهتَرِأُ حُروفِي و تلوذُ بالصّمتِ أمامَ جَبروتِ حُبّك
و لكنّي سأبقَى أكتُبك، لتَضيقَ المَسافاتُ بينَ عيـناكَ و قَصائِدي فتُمزّقُ أوراقِي و مَحابِري نورَها،

عيـناكَ قِنديلان
‏سقَط وهجُهما عَلى قَلبي فإحتَرق
سأقولُها و أنا استَحضِرُ جُنودي الوَرقيّة و أُشهِرُ سِلاحي لينزِفَ حِبراً من دَمي

سأقولُها الآن لأنّي لم أنطُقها كَما يَجب عِندما ارتَعشتَ بَرداً و خَوفاً فلَحفتُك بِشرشفٍ مِنَ النُجوم
و حينَ تُهنا بِبساتينِ التُّفاحِ و الخَوخِ حتّى نَضجت.. وَلم أقُلها..

أُحِبّك.. لِتسقُطَ راياتُ الذُّلِ و تَغفو أصواتُ البنادِق
و تُغنّي السَماء لِلحُريّة

أُحِبّك.. لتُهدمَ الحُدود
لِتُلغى الفَواصِل،
و نلتَحِم مَعاً كَما ألحَمُ الأبجَديّة لِتشكيلِ صورةٍ لنا

أُحِبّك.. و عيـناكَ بُندُقيّتان مُحتَلّتان تُصوّبانِ عَلى جِداري المَنيع
فيُصلبُ بالحُبِّ قَلبي قَتيل

هَل أخبرتُكَ أنّي أُحِبّك؟

و تَبقى الكَلِمةُ مُكبّلةُ بأغلالِ حُدودِ عَلاقتِنا
فَلا أنا مُحرِّرُاً لِنفسي خِلالَها
و لا أغلالُ الحُدودِ عني تَزول










.

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن