اقتباس

10.3K 154 2
                                    

تجلس علي الارجوحه فالحديقه وهي تتأمل السحاب وتبني فأحلامها أشكال للسماء،وحولت أنظرها علي اشجار السرو وحفيف الاشجار عندما تداعبها الرياح ،فيصدر حفيفها وكأنها سيمفونيه يعزفها فنان كلاسيكي ،تنفست بعمق وتنهدت حتي قامت من مكانها وظلت تسير بلا هوادة وعلي وجهها مزيج من المشاعر المضطربه اجتمعوا بها::الحيره والألم والخوف والحب والنفور والاشتياق والهروب.

والصراع بداخلها بين قلبها وعقلها يملأله ألف سؤال وسؤال بلا جواب .حتي قطع تلك المشاحنات بطياتها صوت تعرفه جيداً..استدارت وفي لمح البصر صرخت بعلو صوتها وظلت تركض وهي مستمره فالصراخ،والعبرات تلاحقها ونبضات قلبها تخفق بسرعه وكأنها في سباق خيول.

استدارت لرؤيه المرعب فحياتها ""الكلب "".عقبها صرخه عندما سقطت .ومن جمال الصدف فقط سقطت فوق شخص ما .ولكن لم تتبين هيئته بسبب أنها متمسكه في بذلته بشده وتخفي وجهها بها وتغرق بدموع وهي تردد::

ابعده..ابعده..ابعده عني..حبا بالله ابعده..

ابتسم وداعب خصيلاتها قائلاً بصوت دافئ ويتخلله الحنان والخشونه::

لا تخافي صغيرتي...

رفعت رآسها من علي صدره. نظرت لشخص فتنهدت وعادت للبكاء قائلة::آددددددم سأقتلككككك...
ثم دفنت نفسها في أحضانه. ضحك الاخر من سويداء قلبه حتي رنت ضحكاته دوي المكان..نظر لهيئتها التي تجعله مهيمن فالعشق معها وقال بعبث وخبث::أيعجبك الجلسه هكذا صغيرتي....لأ بأس ولكن اظل أنها في غرفتي أفضل..(قال الاخيره وهو يعض علي شفتيه بجساره )..

صرخت واعتدلت في جلستها وكانت علي وشك ان تهرول ولكن لم يسعفها حظها فقد حاصرها بذراعه ورفعها علي كتفه وكأنه يحمل فريسه اصطادها صياد ماكر متربص جسور.

ظلت تضربه بكفيها الصغيرتان التي لا يشعر بهما كأنهما ضربات ومن الأفضل أن تؤلمه ولكن بالنسبه له يدها الصغيرتان كمداعبه له تجعله يبتسم، ،وهذا كان حاله يسير بها تجاه الارجوحه وهو مبتسم...

جلس علي الارجوحه ثم عدل من جلستها في أحضانه. ،فأصبحت تنام علي قدميه وكأنه صغير وتقوم امه بأرضاعه ،وضمها إلي صدره..ظلت تتحرك بعصبيه حتي سمعت صوته الرخيم يهتف::تحركاتك لن تجدي نفعاً إلا أنها ستزيد من الأمر سوءً فأنتي وبشكل غير مباشر تقومين بإغرائي وأنا رجل شريف لا يحب أن تستدرجه النساء إلي مضاجعتهن إلا إذا أرادت السيدة ف بالطبع كيف لرجل ان يرفض انثي واي أنثي فهي امراته (قال الاخيره بنفس نبرته العبثه وهو يلاعب حاجباه بوقاحه )..

نظرت له بعيناها الزرقوتين فحدق هو الآخر بعيناه السودواتان كسواد صقر..تأملت ملامحه بشرته البرونزيه. شفاه الغليظه، عيناه التي تبدو للناظر بأنهما سواد وعتمه دامسه اذا نظرت بهما غرقت ولكن صواب .،إذ نظرت لهما غرقت ولكنها"تري بأنها أفضل موته لإنسان بأن يغرق وهو ناظر لتلك العينان "..

رفع حاجبه الأيسر قائلاً::ما بها الصغيره ..ما الشئ الذي يشغل خاطرها..ويجعل لبها تائه..

مدت شفتيها للأمام بعبوس طفيف كعبوس طفل فالرابعه من عمره رُفض له طلب فزعم بالتذمر...ابتسم وقال::حواء ما بك يا صغيره ..

نبست من بين شفتيها بتوتر وهي تحاول إبعاد ناظريها عنه::خائفه
ادم مستنكراً::خائفه!!! كيف لكِ ان تتفوهي بتلك التراهات وآدم السروجي حبيبك. بل وممن وبماذا تخافين يا حلوتي ..

حوا بهمس ::منك !!!.
ادم بعصبيه خفيفه::ومذ متي تخافين مني يا صغيره ..ولما تخافين من الأساس..الست امانك كما تقولين ام انها خزبلعات ام كُنت أنومك مغناطسياً وأنا لست أدري..

اعتدلت في جلستها وانتصبت في وقفتها وقالت بتردد بسبب تحوله وهي تعلمه عند الغضب وكأنك أثرت جنون أسد حبيس...نعم فهي موقنه بأن هناك أسد رابض في داخله...

حوا::نعم .نعم عاشقان ولكن هل سنستمر..هل ستقبل عائله السروجي بأن تقبل بتلك الزيجه، أن تقبل حوا بنت صفيه الخادمة والمربيه لابنهم السيد آدم السروجي بأن يتزوج من خادمه....
نعم أحبك وإن انتهي الحب فلن ينتهي حبي لك آدم. ولكن أين المفر...!!؟ .
انخدع انفسنا ام تخدعني...اسف ادم ولكن لننفصل......

تفاحه ادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن