الجزء الثاني الفصل (16)

758 40 3
                                    

التفت بسرعه ما إن سمع صوت مقبض الباب يُدار ،ليستدير بعنف وعيناه تطلقان الشرار ،وقف علي ركبتيه بعنف مردفاً بعصبية :: أيها الوغد الهمجي البربري أنت

تنفس آدم متنهداً بثقل ليردف ::لا ينقصني أنت الآخر جاد ،حرك مؤخرتك الكسوله أنا متعب وأحتاجك

استدار بوجهه للجهه الأخري وهو يعقف يديه إلي صدره وقد بدأ العبوس والغضب علي وجهه ،ليضحك آدم بخفه مردفاً::فليلعنك الله يا ملعون أضحكتني وأنا لست بمزاج جيد

لتتغير نبرته إلي الحده مردفاً::فك تجاعيد هذا الوجه وإلا فردته بطريقتي

ابتلع الآخر لعابه ليجلس مربع علي السرير صاكاً علي أسنانه ليستطرد ::تحدث أيها الآدم

جلس آدم مكانه أرضا مسنداً علي الحائط ليردف بعد أن رمقه بنظره ::لقد فشل علاجك (ضحك وهو يبلل شفتيه بلسانه )الست سنوات هبوا مهب الرياح يا جاد

أمعن النظر إلي ملامحه الذي تتخطط بتعابير الهم والقلق ليستطرد :: لماذا!؟

هز رأسه بيأس مغمضاً عينيه ::لقد عاد وحشي مجدداً ،لديها الحق أنا لن أتغير ،لديها الحق أن تبعد ابنها عني وتخبره بعدم مصادقتي وبأنني لا أستحق المصادقه معها حق أنا شخص كريه ومتملك وأناني لا يعرف الحب كل ما يعرفه هو أخذ الشئ ما إن تقع عيناه عليه ولو بالقوه لا يهم كل ما يهمني أن أخذه .

ضحك بخفه لكنها بدوت عما يكتنفه من ألم خرج في هيئه ضحكه سخريه علي نفسه وما آلت إليه الأمور::تغيرت وأصبحت إمرأة قويه وجميله فوق جمالها الذي يجعلني أنسي أتنفس !؟يخشاها الجميع من قوتها ولكن تخشاني!! رأيت الخوف بأمه عيني كلما اقتربت منها ،كلما رمقتها بنظراتي رأيت أصابعها اللتان تتآكلانها من الخوف وكأنها أمام حيوان مفترس وتحاول عدم لفت انتباهه من الخوف ،رأيت ابتسامتها حينما تري فاروق وتنهدها بالراحه ولكنها لا تعلم بأن رؤيتها تعيد ترتيبات وتوازن يومي بل عالمي،وأن وجودها يشكل فارقاً في قلبي وفي استقامتي واستقراري، وأن صوتها يعيد لي ما بعثرته الحياه في بعدها ،ست سنوات في بعدها ،ست سنوات بعيد عن عينيها ورائحتها التي تنشط خلايا جسدي ،وحين رآيتها علمت بأن الحياه واقفه عندها وليس كما يذعنون الحياه لا تقف عند أحد ،بلي كل شىء في بعدها متوقف ،عيناي مشتاقه لرؤيه الموج الازرق في عينيها قلبي يحتاج الإطمئنان عند دقات قلبها ،وصوتها !! آه من صوتها حين سمعته _بعد كل هذا البعد ونطقها لاسمي ولو بالوحشيه _شعرت بأن كل ما بي من أحزان وذكريات حزينه مؤلمه اختفت تبددت ،حينها فقط آمنت بالسحر ،وأبصم بالعشره علي أن صوتها قادر علي هزيمه الموسيقي بما فيها من كلمات وألحان.

لكن كل هذا تبدد ،تبددت اللمعه وحل الخوف وأسنانها الصاكه والعبرات ،(هز رأسه بعنف ليكور يديه قبضه ويبدأ في ضرب نفسه بعنف )لقد آذيتها جاد لقد آذيتها بشكل مروع لقد بكت ،بكت كثيراً ،عيناها تعاتبني بشكل يقطع نيات هذا الملعون قلبي ،رأيت آذي ما سببته لها جاد ،عيناها زائغه جسدها نحيف مشوه ،شوهت جسد حبيبتي جاد شوهت قلبها ،لم تنسي ولو لولهه ما حدث ،لم تنسي كلماتي ،(توقف عن لكم نفسه الذي أصبح متورماً وهناك خط من الدماء رفيع يسيل من أنفه وفمه لينظر لجاد بذبول وخواء ) لماذا شككت بها، أمنها والديها عندي ،أخبرتني بأني أباها وصديقها ،أخبرتني بأن قلبها الصغير لن يحمل لي الضغينه ،وبأنها لم تكرهني ولا تستطيع كرهي، أحبتني بكل جوارحها، أحبتني ببؤسي وعيوبي ،أحبت عصبيتي وتملكي وكانت وحدها من تطفئ براكيني ،وفي النهايه صدقت صوره غبيه ،(جز علي أسنانه بعنف )لم أفق من دوامتي غير وأحمد يخبرني باعتذاره علي فراش الموت وبأنه فعل هذا للإنتقام ،ولم يلمس حواء بل كانت نائمه مخدره ،(وقف من مكانها ليقترب من جاد ويصيح بغضب وزمجرات غاضبه )لماذا لم أصدقها وقتها هاا ،كانت تحاول حمايتي ولكني كنت أنهش في جسدها وفي حياتها وفي ثقتها وفي قلبها ،لقد ضيعتها نهائياً (أردف بها وهو يقف أمامه وفارد كفيه بحسره )لماذا اندم الآن ،لماذا أنا حزين ،كل هذا العقاب أنا استحقه ،أستحق اسوء من هذا (جلس بجانبه بتعب ليستطرد )تعلم بما طلبت مني أن أبتعد عنها وعن ابني توبه (ابتسم بجانبيه )حتي ولدي خربت علاقتي به ،لم أكن بجوارها في تعبها ووقت حملها وفي وَحَمها وفي ألم ولادتها وفي رؤيتها حين ولدت ،لقد أحبت الفتي ولم تجهضه حتي أنه أصبح شبهي

تفاحه ادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن