_
- من مهد الطفولة . . وُلد الحب!
- ومن رحم الحب .. وُلدت المعاناة !" كل مكان لا يضم بين حناياه سيرتك
لا رغبة لي بالسير إليه
كل بيت تتلاشى منه ضحكاتك لا أعده لي مستراح
كل وجه غير وجهك عابرُ وحدك الثابت
ووحدك المسكن والضحكة
- وأنت الحياة والأمان
بعد خوف مُوجع دك حصون القلب
- وأنتي الوجع وجرح القلب المخفي وخُدش بوسط الفؤاد أبى أن يبرى
وبرد مُوحش بعد دفء حنون "- باتت كل الأماكن بدونك مُوحشة وكل الأماكن معك بُقعة أمان وبت أمقت ديار لا تضُم بين ثراها آثار خطواتك لذلك :
( ماكان هوى ديارُ الليل .. إلا من هواك )
_
_
على إمتداد حبَات الرمل التي تراكمت فوق بعضها واحتضنت كل حبّة رفيقتها بكل قوة وإنسجمت بشكل مثالي في منظر مهيَب إمتد على مساحات شاسعة بعيدة عن محيط العين ، تتسلط أشعة الشمس على إمتدادها لتظهر هذه الحبّات باللون الذهبي اللامع معُلنة بذلك غروب شمس هذه الليلة ككل ليلة تغيّب فيه الشمس في منظر بهييّ تتعب له القلوب من شدة رقته وعذوبته !
بوسط السيارة الحمراء " الدسن" اللي تتمايّل عجلاتها على حبات الرمل وبوسط تمتمه بالدعاء بصوت خافت ، تزايدت البسمات على وجهه بتنهيّدة عنيفة إنجبر يحررها من وسط صدره من شدة روحانية هالساعة الأخيرة بأيام العشر الأخيرة من رمضان
وقف بالمكان المُعتاد ، قُرب الجبَل بوسط هالمكان واللي نُحت بكل صلابة بيدين ما تعرف الرقة لها باب وجُهز لأجل يكون مكان يتردد عليه بس لأجل صاحبّه
إستقرت سيارته بالمكان المحدد ونزل وهو يدفع خطواته بإتجاه الباب الخلفي ويسحب بين يدينه الصحن الكبير والي يحتوي على فطوره هالليلة مع صاحبه اللي أعتزل من أيام طويلة ديـرتهم وسرقه شغفه عنهم وحاجة الناس له ودمّر صدورهم من لهفتهم عليه وأولهم صاحببّه اللي عجز يصبر عنه أكثر رغم إنه أكثر شخص يعرف مدى غضبه من قطع خلوته بنفسه ومع هالمكان بالذات الي تحيّط فيه جماعات كثيرة وما تنعد من" الإبل " واللي رضى هو تبقى بهالمكان
مازالت البسمة تتمايل على ثغره وعيونه تنتقل للمكان تمّشطه بشكل تدريجي يبحث عن الغائب من أيام لعله يطفي جوع عينه بشوفه ، ولكن بعد لحظات عنيف شهقة عنيّفة دمّرت خلايا صدره تلتها رجفة هائلة إهتزت على إثرها كل أوردة جسده إستشعر أن روحه تتلاشى وإن قلبه أوشك على الإنفجار بسبب الشعور البّشع اللي دمر سكونه وبسبب دقات قلبه الهائلة اللي أعلنت التمرد وغسلت مجرى الدمع بعيونه بملوحة هائلة أهلكت محجر عينه وأجبرت كفه يرتعش بلا رحمة