الجزء الثاني والعشرون

10.6K 122 65
                                    

-
بوسط الطريق صدح صوت النغمة الخاصة جواله فأستله من جيبه بكل سرعة ومن لمح إسم أحد معارفه بالعاصمة حتى رد بصوت لا ينُم عن أي شعور : حيَاك الله ، أخبارك ؟ وطمنييًّ!

كان الرد سريع وبذات الهدوء والعملية وبرغم إندهاشه من طلب شاهييّن إلا إنه لبّى بدون كثرة أسئلة: طيّب يا شاهييّن أبشرك ، وبخصوص ولد عمك غالب البارحة مريَت بيته بالعاصمة ولقيته نازل من سيارته ومعه كيس بيده الواضح راجع من الشغل ، طيّب وبخير وما حوله سوء وهيئته مهندمة وما لمحت به ضيق

أستكن بمكانه للحظات يكبَح جماح قلقه الي كان يعثى في روحه فساد ولأن أيمان شاهِر طالته ماكان عنده قدرة للروحة لأجل يتأكد بنفسه على سلامتها وحتى لو كلمته ما بيطّمن كون غالب بيكون حاضر وقت المكالمة وكونه يعرفها أكثر من ذاتها يستحيّل تعترف بوجعها له لذلك إستعان بأحد معارفه بدون ما يوضح له والي أكد له إن غالب بخير وراجع من الشغل لـ بيته فـ يعني إن أمورهم أمانها مستتبب فأرتاحت أحد القبائل الثائرة بروحه بينما باقي القبائل مازالت محتجة وغاضبة

أتجه لدار شاهِر ولما توقفت الخطاوي لمح سيارة ياسيّن تخرج من الحوش الداخلي وقبل يهرب من قدامه نزل الشبّاك وقال بصوت عالي ضاحك : إستعن بالله على الشقاء ياولد الخال والله إنك أبتلييّت باللي ما بترحم غضبك أبد

أقترب منه ولكن ياسيّن ضحك وهو يقفل الشبّاك ويصرخ : مالي دخل أنا عبد مأمور محد قالك تتركنا تحت رحمتها!

تركه بعدها وهو يهرب فعلياً من ملامح شاهييّن المتفجرة من الغضب،والي توعد فيه وبعدها شد الخُطى لداخل البيت وقبل يفكر حتى ينادي عليها أو ينفث نيران غضبه الجام منها ، تهادى لسمعه صوتها الرقيق غاضب بشكل شقي جداً
تركه يرفع صوته لمصدر الصوت حتى جحظت عيونه بصدمة وهو يلمحها متسلقة جدار السطح وبيدها سلك أسود وتحرك سطح دائري بحركات عشوائية تصرخ بغضب :هاه وصلت الإشارة ؟

إذا كان إنحناءها على جدار السطح ترك كل خلية من خلاياه اللي تصلي لأجل البُعد مِنها تستنفر بطريقة أرهبته وبشدة، فكيف باللي ممكن يهتوي قربها ؟ يا وقوفها هذا اللي أحرقه حرق
وهي تتمايّل بجسدها المهلك هذا أمام كل شيء يطل عليه بيت شاهِر!
مالقى نفسه إلا يطير من على عتبات الدرج وكل نواياه مسلطة على إنه " بيطلع يرميها من على هالسطح ويريّح قلبه من هالطاغيـة ، اللي البُعد عنها يبعد عنه الراحة والقُرب منها مهُلك حد الوجع الجنوني "ركض وهو غير عابىء بغضب غُفران الجنوني وهي تضرب طرف التلفزيون وتقول بقهر : أقولك مشوش ما تفهمين ، مافي إشارة حركيه يمين أو يسار !

شدت على شفايفها بكل غضب ترفع طرف عبايتها وتمسكه بيدينها وكانت ناوية تِتسلق الجدار الثاني ولو الوضع بيدينها لطلبت من الغيمة تنزل لها لأجل تتسلقها بعد ! المهم تلقى هالإشارة
ولكنها جمّدت بصدمة تسمع خطوات تهد الأرض تِتجه لها ، عضت على شفايفها بكل قوة تضغط على الحبل الي بيدها تتمتم " يارب لا يجي وأنا بهالمكان ، أنا بحضوره تعلمت ما أتزن وأخاف هالمرة أطيح وأتكسر فعلاً"

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن