-
بحُـوش شاهِر بن جلوي الداخلي .. وتحت العريش الدافئ واللي ينتثر فيه عبّق الريحان والحبّق والنعناع الشتلات الصغيرة الموزعة في المكان من يدين الجدة مودة واللي تحبّ يحوف الخضار المكان اللي تمضي فيه أغلب أوقاتها
كانت تنقل أنظارها لغُـفران الجالسة بهدوء كعادتها وترتشف كوب الشاهي بصمت وهي تحرك أصابعها المُعتقلة بخواتم من عقِيق على طرف الكوب
بينما بجانبها تناهيّد اللي تنقل أنظارها على صفحات الكتاب بتركيز وبجانبها غرُور اللي بيدها كوب النسكافية وعلى وجهها بسّمة لعُوب وهي تناظر جدتها بشيطانية جعلت مودة تكبّح ضحكتها وتقول : اكبحي شرك عنك يابنت مهاب ، ياويلي هالحكي ماهو بحكي ، حنا بسلومنا هالي تلطخون به وجيهكم عيييب ، شفت أحفادي يالكايدة وما بعمره طب بوجهيي أبد وهاللحين تبيني أراهق مثلكم وأصير سيرة للي يسوى والي ما يسوى ؟#هوى_ديار_الليلضحكت غرُور بخبث : تقنعيني يا جدة إن شاهِر بن جلوي طاح على وجهه بدون ما ينشاف على وجهك ولو أثر روج
- أعقبي يالبزر ، حنا راعيين سنع وعقولنا كبار ورجالنا ماهم قليلين عقل لأجل يكون أكبر همهم لا لطخت وجيههنا هالبوييات ، يدورون للحرمة السنعة الي تمسك زمام بيتها وتحافظ عليه وتصون زوجها ، لامنه رجل دور على الجمال وترك الروح وش الفايدة ؟
- يا جدة بس من يقول لك إنك شينة لين تقولين إن جدي لامس روحك بس ؟ والله والله يا زين عيالك الثلاثة ماكان غير منك ولا جدي ؟ ماطلع عليه غير أبوي الله يرحمه بس
- إعقبي يالكايدة ، مهاببّ كله زين وحلى وقبلة والله يجعل وجهه الطاهر بالجنة ، قومي بس عن وجهي ، أنتي وش مجلسك عندي أصلا أنتي ورائحة قهوتك اللي صدعت برأسي ، ولكن من يشرب هالعصر قهوة الكفار هذيغرقت بضحكاتها وهي ترفع كوب النسكافيه وتقول : ياجدة هذي نسكافيه الله يهديك ، ليه تسمينها حقت كُفار ؟
ناظرتها بطرف عينها وقبل تتكلم لمحت تساهيّل تتقدم وبيدها دلة قهوة ووقفت قدامهم وهي تقول : هالدلة للرجاجيل اللي بمجلس عمي يا عمة ، من يوديها ؟
تنهدت مودة وهي تنقل نظراتها على تساهيّل وتقول بصوت هامس : الرجاجيل جايين وفرحانين يبون يتحمدون لشاهيّن بسلامته وهو من جاء هاج عننّا ولا لمحناه غيّر مرتين ، علميني هذا حال يا تساهيّل ؟
تغيرت تعابير وجهه غرُور وتصددت بنظراتها وهي تناظر لتناهيّد بينما تساهيّل قالت بضيق : ماعليه ياعمة ، الله يلوم من لامه بحاله والله لو شخص غيره كان طار عقله وأنهبّل الحمدلله الي رجع لنا بعقله وبصحته ، وهالرجاجيل عمي يكفي ويوفي وغالب بعد موجود والله يطول بأعمارهم
هزت رأسها بصمت ومن لمحت ياسين يخرج بعجلة من جناحهم نادته بأعلى صوت فألتفت وهو يناظرها بإستغراب ، رفعت يدها وأشرت له يتقدم لها وفعلاً ثواني بسيطة وكان واقف قدامهم كابّح نظراته عن كل الي متوسطين الجلسة وعيونه مرتكزة على جدته : سمي يا أم عسّاف
- الدلة وأنا أمك خذها معك لمجلس جدك الرجاجيل ينتظرون
- ولكن يا جدة عندي شغل ضروري ولامني دخلت مسكوني أجلس عندهم ولاني بقادر أخرج ..
- رح وأنا أمك الرجال بالمجلس لا يقولون تأخرو بالقهوة وينكسي وجهه عمك بالفشيلة .. هذولا ضيفان الرحمن ياياسين ونكرمهم ولو بنقطع من وقتنا لأجلهم