الجزء الثامن والأربعون

9.7K 123 131
                                    




-
هزت رأسها بكل قوة حتى ظن إنه بيجيها إرتجاج في المخ فضحك وأومئ بإيجاب " أحبها وجداً يا حلويّات العيد لا يضيق لك خاطر"

أخذت نفس بكل قوة وهي تمسح دمعتها اليتيمة عن وجهها بعدما زارتها كالعادة ذكريات طفولتها الي مرت معه بكل تفاصيلها وهمست بلوعة : وبعد كل هالحنية ظنك برضى أفقدها؟أوأحرم نفسي منها بسبب باطل تكنه بقلبك لي ؟ بكل مرة صرخت بوجهك عن رفضي كوني أختك ولكنك تماديّت تماديّت لدرجة حتى وكوني بحضنك تصدني عنك يا ياسيّن .. والصد آخر طموحاتي معك !

إبتسمت بثقة بعد كلامها ولكن كل هالثقة تبخرت وسافرت أدراج الرياح لأبعد مدينة بهالعالم بسبب الباب اللي أنفتح ، لا ماكان هذا فتح وبس كان إعلان حرب عالمية ثالثة !
إزدردت ريقها بصعوبة بالغة وهي تلمح وجهه المسّود من الكدر بالمرآة ومن لمحها جحظت عيونه بنظرات غريبة عليها بينما وجهه إشتّد قتامة ، سمعت إغلاقه العنيف للباب وهو يهتف بغضب لأول مرة يعيشه معها : إلبسي شيءٍ سنع

كادت ساقها تتهاوى من الرعب وهي تلمح غضبه العنيف حتى أوداج عُنقه وجبهته تورمّت من فُرط العصبية ويدينه الي يمسح بها وجهه ترتجف بكل وضوح ، إهتزت من الرهبّة وعجزت تتحرك وحاولت تتسّلح بذرات القوة الي تلاشى بعضها بعد دخوله الكاسّح : أنا لابسة..

قاطعها بصرخة عنيفة جحظت عيونها لها : إلبسي شيءٍ سنع ما تسمعين ؟

إرتجفت أوصال قلبها بسبب عنفه فرفعت يدينها تقبض على خصلة من شعرها قبل تهمس بصوت مرتجف بريىء وصل لسمعه كحفيف شجر : أنت زوجي وهذا اللبس مهب حرام قدامك ! حتى إنه سنع جداً على قولة جدتي مودة

تأوه بصعوبة وهو يرجع رأسه للخلف لعل هالنيران المستعرة بداخله تهدأ وتنطفأ ،وبرغم إن «ثلثي جسد الإنسان ماء، ولا غرق هاللحظة بقدر ماكان يحترق »يتفتت من القهر، يئن من الخيبة فناظرها بغضب وهو يقترب منها بجموح غريب على خطواته الي لطالما كانت هادئة : أنا من ؟؟؟

إزدردت ريقها بصعوبة وهي تشد على خصلة شعرها حتى قطعتها من الرهبة والرعب ولكنها تشجعت وهي تهمس : أنت ياسيّن.. زوجي !

الحقيقة ماكانت تخاف منه لأنها ولو أصابته بمقتل ماكان له قوة على إلحاق الأذى بها ولكنها كانت تخاف عليه ، لأول مرة تلمحه بكل هالغضب الكارثي اللي شكت لوهلة بأنه بيحرق الأرض من تحته من عنف خطواته ، كتمت شهقة عنيفة بسبب هتافه الغاضب وصوته العالي تجرح حلقه من حِدته : دامك أستوعبتي فكرة إني زوجك أتركي لي فرصة للإستيعاب ، عطوني الوقت لأجل أتحرر من هالشعور اللي يهلك قلبي ، أنا إنوخذت من البر وأنرميت بذات اللحظة بوسط قاع المحيط
لا مجداف ولا قارب ولا طوق نجاة ، أنا أتخبط لأجل أستوعب يا تناهيّد -
- أتخبط وأحاول أنجو من كل موجة حانقة ولكنك بكل مرة ما تساعديني لأجل أعيش أنتي بكل مرة تغرقيني أكثر وأكثر وأنا بالنهاية بموت بأسبابك !

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن