-
لحُسن حظه مازال شاهييّن واقف بجنب الباب ينتظره بينما هي إستعادت وعيها اللي هرب بسبب رُعبها وهمست ببكاء هستيري عنيّف : تكفى أخرج معه ، والله ماني سراقة
شاهييّن هنا ، شاهييّن لو يدري إني موجودة ببيت غريب ولوحدي بيعلن خبّر وفاتي بيقتلني ، تكفى يا إبن الناسعقد حواجبه للحظات بعدم فهم ، طريقة كلامها عن شاهييّن تؤكد له نظرية وحدة بس "إنها تعرفه"وليس معرفة عادية وبس
هالبنت تقرب لها قرابة الدم ! وفعلاً دخلت البيت بالخطأ ومن شدة رعبها تجمدت بمكانها غير قادرة على الحركة بينما كان لسانها وعيونها تلهج بالرجاء ! أي غبي أنت يا عقيّق لأجل يرسم عقلك كل هالخيالات الخصبّة والي بمنتهى الغباء ! كله بسبب حميدة وبناتها ! ماتركوا له عقل برأسه يكفي إنهم قبل يومين رموا حذاء أسود يزن حجمة عشرة طن هوى بكل سماجة على رأسه وكاد يفجره ، وبعد لحظات من صراخه نزلوا له بحبل دلو أسود كانوا يملؤنه للأغنام ماء وبداخله ورقة مكتوب عليه بخط وكأن الدجاجة مسكت القلم بأقدامها وكتبت هي " تهاوشنا أنا وأختي ورمينا النعال عليكم بالخطأ ، لو سمحتوا ردوه هنا"ماكان يعرف هم فعلاً يظنونه تيس لأجل ينزلون له هالدلو ؟ ولا حيوان مفترس يروضوونه بحذاء من حقبة القدامى العمالقة! إلا إنه ردّه على مضض بعدما كان يتوعد فيهم على تفجير رأسه ، إستعاد وعيه من مآسيه الي ما تنتهي مع حميدة وبناتها على صوت بكاءها الضعيّف تهمس برعب وترجيّ مُهلك : أرجوك ، أستر علي الله يستر عليك
إزدرد ريقه بصعوبة وهالمرة أيقن فداحة أفعاله الدرامية المجنونة اللي كانت بتسبب لأخت أقرب شخص له بهالحياة مصيبة فهز رأسه بكل قوة وهو يسحب ثوبه الأسود ويسرب رأسه بداخله بكل عجلة قبلما يسحب الغُترة البنية ويلتقط أغراضه بكل عنف وهو يلتفت لها بخوف وحمائية لأخت صديقه اللي ميّز علاقتهم بسبب خوفها منه ومعرفتها له بصوته بس : أنا بخرج مع شاهييّن وأنتي شوفي صرفة لساقك وأخرجي من هالبيت بدون محد يشوفك بهالشكل!! الله يستر عليك وعلى بنات المسلمين أجمعين لكن لو حد شافك بالمنظر ذا بتشوفين الستر بأحلامك بس !
هزت رأسها ببكاء وقلبها يكاد يتفتت من الرعب والرهبّة حتى إنها بدأت تنازع مع أنفاسها الي تغادرها ملتاعة ، خرج بخطوات متعجلة متعثرة من خوفه ، وهالمرة ماكان خوف على سمعته ولا على نظافة سيرته بهالديرة
هالمرة كان خايّف عليها ! بحق كان خايّف على أخت لها قرابة الدم مع شاهييّن ! وهذا كان وحده يكفي لأجل يستوعب سوء الموقف الي عاشته بسبب عدم معرفتها بشراءه للطابق الأول من بيت حميدة!-
وقف وهو يلمح شاهييّن مستند بطرف ظهره على باب بيته ذا الحبل اللي سبّب له كل مشاكل حياته هالفترة وفكره مشغول تماماً بالجوال الصغير الي يحتضنه بكفه اليمين ويضغط أزاره وكأنه يحل معضلة بينما كفه اليسار يحتضن السيجارة المشتعلة واللي أنزلها من ثغره لما لمح إقتراب زِناد حتى هّم يقول بهُدوء جاف : يعجبك إنتظاري على بابك؟؟