الجزء الخامس والعشرون

9.4K 121 159
                                    

-
خرجت وإبتسامة واسعة متشفية تُحيط بثغرها الزاهِي وعقلها يستحضر ملامح وجهه الواجمة ونظراته المصعوقة من كلامها له ، وهو يستاهل فعلاً وكلامها حقيقي وأكيد ! مارح تنتظر ذهاب أرّق سنوات حياتها تحت ظلمه وغضبه منها وإبتعاده عنها بلا مُبرر ! والحارِق إبتعاد يعرف عنه كل أهل الحي ! جحظت عيونها وناظرت لصدرها الي يحتوي القلب الغبي العاصي اللي أرتجت نبضاته بسخط وغضب على تفكيرها وغمغمت بقهر " أنت أسكت كل البلاء والقهر الي أعيشه بسببك ، ناوي تتركني أنذل ولكن والله إنك تعقب لو تزحف زحف بالأرض ما أحنيت كبريائي لذاك المتجبر، العصبي، عاقد الحاجب طوال الوقت،الحجري،أبو نظرات غاضبة،الوسيّم،فاتن العـ.."
شهقت بسبب كلامها وناظرت بتوتر حولها وكأنها خافت يكون كلامها الباطني لقلبها وصل لسمع أحد ، تنهدت ووهي تمسح على قلبها بحركات رتيبة وكأنها أرتاحت لخُلو المكان من أحد يكتشف سر إنخلاع لُب قلبها لمجرد مروره من أمامها ولكن بعد لحظات تغضن جبينها لما تسلل لسمعها أصوات نساء إمتزجت ببعض فإختلط عليها معرفة أصحابها ، إتجهت لعريش جدتها ومن لمحت نسَاء الجيران إقتربت على مضض وهي تزيح نقابها عن وجهها وتربت عليه بحركة عفوية لعل إحمراره من غضبها قبل لحظات يتلاشى ، إقتربت وهي تلمح غُفران نازعة العباءة ومحررة شعرها فجزت أسنانه بغيظ كونهم ماعطوها خبر عن وصول ضيُوف غير معتادة عليهم!

إرتفعت الأنظار بطريقة تلقائية لطيّفها الي يتهادى ورغم بساطة عباءتها وحجابها الي يلتف بحركة رقيقة على وجهها كانت جذابة ، بطريقة تترك تراقب أدّق وأجل تفاصيِلها ! تضايقت إن بعض الجارات لأول مرة تشوفهم بعد "مصيبة زواجها" ولمحوها بهالشكل !
-
أبتسمت سُهاد بإستهزاء بينما غُفران ضربت رأسها بضيّق لما سمعت صوت شاهييّن والنية كانت ترجع بعد دقايّق لأجل تعطيها خبر ولكن جاءت بنفسها !
إنتقلت بينهم بالسلام الفاتِر كونها على علم بأنهم نفس الأشخاص الي تناقلوا خبّر زواجها ونفس الأشخاص الي حظروا مجلس كان ضيقها حاضر فيه !
جلست بجنب جدتها اللي أبتسمت لها بعنفوان وهي تضرب على كتفها وتقول : وحيّا الله عروستنا

إبتسمت لها بود تخفي غيظها وهي تغمغم بهمس " أي عروسة وأنا أستقبلهم بالعباءة ياجدة ؟" ولكن صوت عمتها ماكان هامس أبداً وهي تقول بعفوية مبالغ فيها : علامك ياغُرور ، وين الكحلة وين الروج وين فستانك الي تستقبلين فيه ضيوفك يابنت ؟ لايكون نسّاك ضيقك

تجمدت الدماء بعروقها ورفعت رأسها تكتم سبة ماكانت تتوقع بيوم تطرى على بالها ، تأملت عمتها الي تبتسم إبتسامة بلهاء بغضب وإستطردت بذات العفوية : علامك يا بنت ، هذولا بحسبة أهلنا لا تستحين من كلامي وتعصبين ، بس ولو حتى حنا نبي نشوفك بفساتين ودلال العروسة من تزوجتي وأنتي بعباءتك ذي اللهم ياكافي !

قالت جارتهم أم عبدو : ويل حالكم يابناتي ، وأنتوا تجلسون بعبايتكم طوال هاليوم ؟ وش لكم بهالشقاء ؟

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن