الجزء الرابع والأربعون

9.2K 119 105
                                    


-
طوال الطريق كانوا ساكتين والمشاعر متذبذبة والجو مشحون بشحنات الغضب ، ولأجل تهدأ السعير اللي بداخلها فتحت الشبّاك تسمح للنسمات الباردة تتخلل جسدها من فوق السواد
لحظة بعد لحظة هّالها رقة النسيم برغم برودتها فرفعت يدها وهي تخرجها من الشبّاك وبعد يدها خرج رأسها وهي مغمضة عيونها بكل قوة
-
إبتسمت إبتسامة هادئة وكأن النسيم أفلح بإزاحة بعض من شعورها السيء .. ولكن قاتل اللذات والملذات تدخل من جديد وهو مفجوع ومنصدم من تصرفها فألتصقت يدينه بعباءتها وسحبها بكل عنف لداخل وما أنتبه لرأسها اللي دق بكل قوة بطرف السيارة فتأوهت بوجع بينما هو وقف بالسيارة بقلق وبعجلة كبيرة فأصطدم وجهها في "طبلون السيّارة " بكل قوة فتأوهت من جديد بغضب ووجع عنيف

عض على شفايفه السفلية وهو يقترب مِنها بوجل ويحاول يبعد يدينها عن وجهها لأجل يعرف الأضرار اللي سبّبها لها بجزء من الثانية فقط بسبب تهوره وغضبه ولكنها دفعت يدينه عنها بعُنف وهي ترفع رأسها وترمقه بنظرات قاتمة من شدة الغضب : إعتقني منك يارجل ، إعتقني من كل هالغضب اللي تفرغه دائماً فيني
يكفي تراك تزوجت آدمية لها قلب وعقل ماتزوجت حيوانة ما تحس !!! فجرت رأسي وجبهتي وقلبي يكفيي عاد !! أترك عنجهيتك وغيرتك الرجولية المقيتة هذي ترى الطريق خالي حتى من القرود والذيابة أووووف !

ناظرها بدهشة لإنفجارها وكأنها مجنونة وتصرخ بكل غضب ، فكان بيوضح وجهة نظرة بأنه خاف عليها من تهورها لا تطيح أو تزِل بجسدها ولكنه عبر عن خوفه بأسوء الطرق كعادته بالتعبير
ولكن حقيقةً ما أنتظر كل هالإنفجار !! همس بصوت حاد وغاضب : قصري صوتك لأجل ما أبطش فيك هاللحظة يا طاغية !

تمتمت بغضب وهي تضرب الطبلون : طاغية وطاغية وطاغية ، أنا لو إني فعلاً طاغية مثل ما أنت تقول كان أقتصيت عن كل وجع أوجعتني به ولكن للأسف ما لـ قلـ..

سكتت تتنفس بإضطراب ورمقته بغضب وكمَد وهي تهدد بغل : قسماً بالله لو تسحبني بهالطريقة من جديد لأرميك تحت هالكفر
وأرتاح منك ومني ومن هالحياة الي ما لقيت منها غير الكمّد !

خرجت برأسها من جديد وهي تتنفس بعنف وسط مشاعرها اللاذعة واللي تركته يناظر لجسدها المنثني والمرتجف بغضب غُروري بذهول! يبدو بأن الطاغية وصلت لأقصى مرحلة اللاوعي من الغضب لدرجة نست شخصية الشخص اللي تحكي معه بهالعنفوان ! ويبدو بأن شاهييّن نسى إن زوجته هي ذاتها الي ماترضى بكل هالضيق
لأول مرة يكبح فورة غضبه وجنونه ويآثر التحلي بحكمته اللي تغادره بوقت الجنون ويلّد النظر عن تصرفها وغضبها الي نثرته بدون إحترام
وترك لها حرية الطيران بيدها من الشبَاك لوقت طويل ولكن من لمح سيارة خلفهم حتى قال بخشونة وإيجاز : أدخلي !

الحقيقة كانت بتعاند وما تسمع لحكيه وبتستمر بالإنتعاش بالنسمات الباردة ولكن من لمحت السيارة الي خلفهم حتى آثرت الدخول بكل صمت وقفلت الشبّاك ببرود --
أشاحت بجسدها عنه حتى ألتصقت بالباب ونظراتها ساهِمة ، حتى برجوعهم للبيت كان الصمت صاحبهم الثالث ولكن اللي أرجح له الكفة عندها إنه ماتخلى عن النوم بجانبها ولو إنه كان طوال الليل يتقلب بجنون لدرجة عجزت تنام ولكن المهم إنه ما أبتعد لأجل ما تنفجر من جديد وتبطش فيه وكانت فعلاً على شفا حفرة من ذلك !!

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن