-
كم ساعة مرت ؟ وكم تتضمن هالساعة أفكار ومشاعر متخبطة وغير واضحة ؟ كيف وصلت هنا وبأي طريقة مُرة عرفت سِر أنبنى على شعورها بكل وحشية وبدون رحمة ؟ سِت سنين عابثة عاشتها بين خوف من نظرات وإحساس بالذنب من الشعور له ، من وجع يدك ضلوع صدرها بكل مرة تتذكر شعورها بالإنتماء له ، بالنهاية تكون له أصلاً !
كيف بتستوعب ؟ وكيف بتكون لها القُدرة من الأساس وهي بهالمكان مرمية من ساعات طويلة ، تجهل مصيرها تجهل شعورها وكل هالعالم تجهله !كل اللي تِتذكره بكل هالزوبعة " شعُورها " لما إحتضنتها فدمّرها التناقض ! شعور الإنتماء اللي يرفرف بين ضلوع صدرها فيتركها تتشبّث فيه بكُل طاقتها وشعور يناقضه تماماً الوِحشة وعدم الرضا والذنب القاتِل ! بعد لحظة فقط فقدت معنى الإنتماء هذا الشعور البسّيط والمعقد في آن واحد لما كانت ترتعش بين ذراعينه بسبب هالموقف المهلك والعاري عن العقل فتخاله للحظة مجنون لما أقدم على هالفعلة من جديد
لما قال لها بكل صراحة وبخشونة تناقض تماماً رِقتها الهشّة " لا ترتجفيّن وكأني مذنب وأنتي لي ما تحليّن ! أنتي زوجتي من ست قاهِرات ياهدب !"
-
كيف فهمت هالكلام وكيف عقلها البسيط قدر يفكك هالرموز المعقدة ؟ كيف إستلها بكل قوة من يدينها وأخذها مع مُودع للعقل ومُرحب بالجنون بإوج غضبه وهي بإوج صدمتها وعدم قدرتها على الإستيّعاب ؟ كيف مضى الطريق وكيف عدّت الساعات وهم بالسيارة يدارون صدمة قبل تنفجر بالبكاء بعدما أستوعبتها ، بكاء عنيّف تركه ينتفض بجزع لما أدّرك فداحة فعلته ! ولكِن بوقت متأخر جداً كونه تعدى على الحد الي بيجبّره يحكم الطُوق على رقبه بكل قوة ! إستوعب إنه بِقى على إنهيارها لحظة بس فسحب المحفظة الصغيرة من جيبه وأخذ يِستل منها بكل هدوء الورقة الي تثبّت إنها عائدة له واللي من لمحت تاريخ حصُولها تزعزعت أركانها بتعب أكثر ، يستحيل يكون الموقف حقيقي ؟ للآن تِتذكر لما كان يُلاطفها جدها بتلك الفترة بكلمات تنُم عن عدم رغبته بزواجها كونها قريبة من قلبه ولما كانت ترضى وتتشبّث فيه
ولما قلب الموضوع ب " لو قلت لك عندي رجل واحد بهالحياة بس يستاهلك وبيقدرك مثل نظر عينه بترضين بشوري ؟ بترتضين فيه عريس" إكتفت بضحكة كونها مافهمت معنى كلامه المُبطن فأكمل يسأل ويؤكد " بترضين باللي أختاره لك يا بنت عسّاف وما بتعاتبين ؟" أبتسمت من جديد وأكتفت بإيماءة خجولة فهو أخذ البسمة على محمل الرِضا وأعطاها هالرجل بكل بساطة ! ندبّت حظها باللحظة الي هزت رأسها بتلك اللحظة بدون ما تعرف هوية العريس
"لو كنتي تدرين إن العريس الي أرتضاه لك جدك هو غالب يا أهداب كان ،كان رفضـ..
كان رفضتي يا أهداب؟؟ معقولة؟؟ ولا كان الرضا هو الجواب الوحيّد والمتكرر .. بذات البسمة ولكن ماهو بنفس الطريقة أبد أبد!!!"كيف مر الوقت بين بكاءها وتغريقها للورقة الي كانت تلازم غالب بكل وقت وبين تركه لها ببيت شعبي قديم جدرانه تحكي قصة توالت عليها السنُون وأتعبتها ، إستنكرت الوضع ، خافت ، سخطت ، وإرتجفت بلا هوادة ولكن من دونه !
لأنه تركها بوسط البيّت وأخذ يُلقي نظرات سريعة للمكان الي زاره قبل فترة بسيطة تأكد من بعض الأشياء بنظرة قبل أن يغادره ويتركها بكل بساطة فِيه لساعات ! بدُون كهرباء ولولا شُعاع الشمس لماتت من الظلام الي كسّى كل حياتها .. بلحظة وحدة بس !