الجزء التاسع عشر

9.9K 128 177
                                    


إرتخت كل أعصابها المشدُودة وإنصهرت ، بل ذابت وإنتهت هاللحظة
كانت تحاول تُقاوم ، كانت تحاول تنتزع نفسها منه ولكنها غير قادرة .. كل هالقُرب مُهلك
وكثير بالحييل على قلب يهوَاه ! للأسف تعترف بهاللحظة إنها ضعيفة وجداً ناحيته وإن هالشعور اللي يسكن فؤادها لشهور طويلة وهي عاجزة تفهم ماهيته ماكان غيّر " الحُب "و فعلاً هاللحظة تعترف بحُبها له ، وكيف مايكون حُب و بإوج غضبها وقهرها منه لما إقترب منها
نزعها من مرارة هالشعور وتركها تحلق بيّن الغيوم !

كانت تعيش بالإجبار شعور التلذُذ والتحليّق ، وإخترقت الفراشات قلبها الغبي عِنوة وهالتقلصات الغريبة سكنت بمعدتها ، كانت تتخبّط وتحاول تنزع نفسها من هالشعور ، قاومت بكل ضعُف ولكن قدام شاهييّن كله هل كان لها فرصة أصلاً ؟ لوهلة قررت تستلم وترضي قلبها الغبي اللي أكتشف هاللهفة عليه بهاللحظة بالذات ، قررت تغرق وتوصل للعمق معه
قررت وهي تغمض عيُونها وتحاول تترك دفاعاتها
ولكنها شهقت بكل عُنف وهي تسترد نفسها بصعوبة وتناظره لما حرر يدينه من على أطراف وجهها وحرر نفسه منها بأنفاس لاهثة ووجهه متجهم وجسد ينتفض ! كانت تناظره وقدرتها على التنفس ضئيلة جداً تتأمل ملامحه اللي تحولت للجمود والغضب الشنيَع وكف يده المتعب الي أرتفع ومسح شفايّفه بكل قوة وكأنه ينزع طعم اللذة منها ، كان يهمس بكل الشتائم اللي تعلمها وعرفها خلال حياته يهمس بها بكل قهر وهو يبتعد عنها بكل غضب ويخرج من الغرفة يرمي الأغراض المرمية من جنب رجله بكل عشوائية وقهره يناطح السحاب والدليل الباب اللي قفّله بكل قوة لدرجة ظنَت لوهلة إنه بينكسر على رأسها ، موقنة إن بُعد جناح عمها عسّاف عن بقية الجناحات كان إصطفاء وخيّرة لأجل مايكونون فضيحة جنون هالليلة !

-
-
خارت قواها ، وتهاوت ساقها من فرط الوجع
لأول مرة تشعر بشعور " التقزم" لأول مرة تشوف نفسها ضئيلة وصغيرة جداً برغم كل هالمصائب اللي أوجعتها ولا مرة هزت بقلبها شعرة كثر هالمرة ، شعور مُوجع لدرجة ودك إنك تترك هالحزن بين المقاعد ترجوه أن يُسرق ويُنهب لأنك عاجز عن حمله !

رفعت كفها تمسّح شفايفها بكل قوة لدرجة خُيل لها إنها بتنتزعها من فُرط القهر ، تحاول تمحي آثاره وتنهي هالتقزم اللي تعيشه ولكنها عاجزة ! يالله .. ليه لما إعترفت لذاتها بكل تبجُح إنها " تِحبه " بكل غباء العالمين تِحب شخص جامح يرفض الحب وخصوصاً لا كان منها نحرها من وريَدها اللي ينبض له ؟ ليه لما صارت تنافس الطيور بالتحليق بين أرّق الغيوم رماها بكل عُنف لأعمق قاع بدون رحمة !

أخذت نفس وحاولت تقاوم هالشعور ، ولكن كالعادة كل شعور يجي من طرفه تكون ضعيفة جداً إتجاهه، ولكن مهب بعد هاللحظة أبداً !
كانت غرُور ، اللي لقبّها هو بالطاغييّة
كان الإستسلام مرة ، ومُر لدرجة أن عقابه بيكون قاسِي جداً ! هي إعتادت تكون جلادَة نفسها ، لطالما هذبّت قلبها بيدينها لأجل ما ينحني لذات الخطأ من جديد !
وهي تدري ! إن هالعقاب الي تفكر فيه مُهلك
قاسي جداً ومُوجع ، ولكنها ما تجهل إنها تستحقه !
لإنها أهانت نفسها وفرشت له كبريائها الأنثوي ورِقتها حتى داسّ عليها بكل تبجُح بدُون مبالاة !
داسّ بخطواته على أهم ما تملكه غرُور! على غرُورها !

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن