الجزء التاسع والعشرون

8.3K 119 130
                                    


-
كان يناظر للبيت الهادىء إلا من صوت المطر وهمهمة وصفير للفأر المحتجز وصوت فرحان التيس !! غمض عيونه يحاول يقاوم الشعور بالانهيار هاللحظة واخذ يجر خطواته بتخاذل يبحث عنها كمجنون فقد عقله يلهث وينادي عليها بأعلى صوته إلا إن الصمت كان الجواب الوحيد ! توقف أمام باب المطبخ وهو يلمح فستانها الوردي مُعلق بعدما تشدقت بحفظها له والمصيبة إن عباءتها مفقودة هي حتى مالقت فرصة تلبس فستانها المحبب! زارته أبشع الأفكار وأكثرها سوداوية وهو يصرخ بفجعة ويركض حول البيت يبحث عنها بدُون هدى وعقله يكاد يهوي من شدة الذعر والرعب ، وش الي حصل لأجل تختفي الدرة الثمينة من وسط بيته وهو طلب منها الإنتظار! الخوف والرعب والذعر كان مستولي على قلبه وهو مفجوع
وله قلبّ مكلوم من شدة الوجع وفكرة وحدة بس يرتجف لها قلبه " لو مسّها وجع ؟"صرخ كل كيانه في صوت فجّر خلايا عقله المتوقفة عن العمل خلال آخر فترة " لمُت قبلها والله"
-
-
قبل دقائق

صوت صراخ مدوي وحانق " يارب الطف فيني "
ألتفت يرمق شاهييّن بوعيد ويقول بذات الصوت الي يفجر طبلة الإذن : ولاحظ أني ما جمعتك بدعائي لأنك ما تستاهل

زاد عيار السرعة فصرخ مرتعب يغمغم : يالله سترك ، ياشاهييّن تكفى توني شريت البيت قبل أسبوع بس عالأقل خلني أنبّسط قبل أموت ويوصلني سخط أبوي لقبري على الفاضي يارجل أنا حتى ماتزوجت لأجل أموت وأنا ما استمعت بهالدنيا ، ياشاهييّن صل على النبي أنا توني ليلة البارحة أفكر بإسم أول عيالي،لاحول ولاقوة إلا بالله اللهم اجعلنا من أهل الجنة
تكفى عالأقل وقف ولو لحظات أستشهد أو عالاقل أتصل بابوي لاجل يسامحني على عقوقي الي بتسبب بموتي أكيد

لما ماحان من شاهييّن حتى التفاتة حتى صرخ بضجر وقهر : أنا ليه ابتليت بأسوء حظ على وجه هالارض؟ليه أتواجد دائمًا بوقت مصايَب آل جلوي؟والله حسبتكم عائلة سمحة آثاريكم مجرمين يارجل نزلني عالأقل تتحمل ذنب نفس واحدة

سحب الفرامل بأقصى قوة فأرتد زناد مجفلاً للخلف يغمض عيونه بعدما أصم صوت الفرامل أذنيه حتى مرت لحظات بسيطة ظن فيها إنه قُتل بكُل بساطة وإنه بهاللحظة مدهوس تحت عجلة السيارة مثل علكة لزجة ! ولكن صوت شاهييَن الغاضب أيقظه : أنت وش جابك معي فهمني يا صغير العقل

شهق بعنف يرفع يدينه يتحسس جسده و يغمغم بذهول : يالله حسبتني تحولت لعلكة صدق بسبب هالمجنون !
رفع رأسه وهتف بحنق طفولي : يمكن لأنك جاي بسيارتي أنا ، أنا مبتلى والله
-
سكت لما لمح تعابير شاهييّن القاسية فتنهد بخفوت يمسح على وجهه ويقول : علمني بعدما رحنا لوسط العاصمة للبيت الكبيّر وتأكدنا من جيرانهم إن البيت مهجور طوال الوقت إلا من زيارات بسيطة لغالب ولد عمك يأخذ أغراض بيدينه ويرجع ، وش الخطوة الجاي..

سكت لوهلة مستنكر الحي الي توقفت فيه عجلات السيارة ورفع رأسه بإحباط : ليه وقفنا عند هالحي يا شاهييّن بالله عليك؟

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن