الجزء الثاني والأربعون

9.1K 100 44
                                    


-
وصل الأمر إنها تخرج بالشارع بوسط الليل تخُون ثقة أمها وثقة صقر اللي أمنها على نفسها وتخُون ربها قبل كل هذا وترضي نفسها بلذة إنتقام فارغة ومالها أساس من الصحة!

الحقيقة إنها كرهت نفسها وبشدة في تلك اللحظة ولذة الإنتقام الواهية كانت لا تُقارن بالشعور بالذنب اللي كواها ! أسبوع ونصف تتخاذل من الوجع وكأن صقر قُتل من جديد
تبكي ليلاً في السر وتدعيّ الراحة صباحاً ! ذوت من الوجع والتعب ، تتخبط في سبيل إطفاء نار روحها الحامية من ليلة فقدها لصقـر لهذه الليلة
ولما ظنت إنها بتطفى زادت النار نار ! أخذت نفس مُرتجف وقلبها يكاد يسقط من شدة العتب : أخاف يمة إن كل سواياي لأجل أبرد حسرة قلبي بفراقه أوجعته يمة ، ولكن من ينصفني ! أشوف قاتله ليل ونهار يضحك يتزوج يجيب عيال ! أشوف أهل قاتله وأدخل بيتهم وأشاركهم ضحكهم وأكلهم .. أي قلب يتحمل كل هذا يايمة ؟ ظنّك صقر مايعرف كل هالوجع اللي أحاول أتحمله ؟ حتى لما ظنيت إني بسواياي برتاح زدت السوء فواجع وعذاب ، ولا مرة أرتحت يمة ولامرة ، إحساس إن صقر غاضب علي
والحلم اللي زارني فيه بالوجع والعُنف ينهشني يمة ، يحرق قلبي يكوييّه بنار تلظى ماتعرف الرحمة ، وش أسوي يمة تكفين ! علميني الحل الي بيريحني وبيرضي صقر ! علميني لأجل يزورني مرة ثانية وهو يضحك ويحضني أشتقت لأحضانه والله يايمة!

كانت تمسح على شعرها بدون توقف ، دموعها فقط اللي تحكي قصة آسى فضيعة ، أرخت رأسها على رأس بنتها وهي تتنهد بخفوت الحقيقة هي أعرف العارفين بشعور بنتها وكلما حاولت تثنيها عن هالشعور تلاقيها تغوص أكثر وأكثر ، كسرها موت صقر والي كسرها أكثر كونه كان بحضور شاهييّن اللي المُفترض يكون مُنقذه ماهو بقاتله
ولكن الأقدار هي اللي تحكم ماهو مشاعرنا !!
قالت بصوت أجش حنون وهي ترسم بسمة مُتعبة من طواري الذكريات : تعرفين يا سُهاد !
باليوم اللي توفى فيه أبوك كنتي بعمر الأربع وصقر كان بعمر التسع وأخوك صادق بعمر الخمس كنت تائهه وآل جلوي أحتووني ولكن قبلي كان صقر تائه وضائع
لما عرف بموت أبوك أختفى عن الوجود ضاع من بين يديني بلحظة أهل الليل كلهم مالقوه كل الرجال وقفوا وقفة عز وهم يدورون عليه ، ولكن محد قدر يلقاه ، بكيت حسّرة لحتى تقدم ذاك الصغير وهو يحتضن رأسي بقوة غريبة على صغره وهو يهمس بقوة " لا تخافيّن ياخالة غزيّل ، صقر في حمايتي وأنا اللحين بجيبه لك
هم ما لقوه بس أنا بلقاه ، عشانه بلقاه!"

الحقيقة قال هالحكي وخرج وأنا تركت كل شيء وتبعته حتى توقف بالحوش الخارجي لبيتنا
تحت سيارة أبوك ، وقف وهو يأخذ نفس وهبط بجسده الصغير

-
وصل الأمر إنها تخرج بالشارع بوسط الليل تخُون ثقة أمها وثقة صقر اللي أمنها على نفسها وتخُون ربها قبل كل هذا وترضي نفسها بلذة إنتقام فارغة ومالها أساس من الصحة!

الحقيقة إنها كرهت نفسها وبشدة في تلك اللحظة ولذة الإنتقام الواهية كانت لا تُقارن بالشعور بالذنب اللي كواها ! أسبوع ونصف تتخاذل من الوجع وكأن صقر قُتل من جديد
تبكي ليلاً في السر وتدعيّ الراحة صباحاً ! ذوت من الوجع والتعب ، تتخبط في سبيل إطفاء نار روحها الحامية من ليلة فقدها لصقـر لهذه الليلة
ولما ظنت إنها بتطفى زادت النار نار ! أخذت نفس مُرتجف وقلبها يكاد يسقط من شدة العتب : أخاف يمة إن كل سواياي لأجل أبرد حسرة قلبي بفراقه أوجعته يمة ، ولكن من ينصفني ! أشوف قاتله ليل ونهار يضحك يتزوج يجيب عيال ! أشوف أهل قاتله وأدخل بيتهم وأشاركهم ضحكهم وأكلهم .. أي قلب يتحمل كل هذا يايمة ؟ ظنّك صقر مايعرف كل هالوجع اللي أحاول أتحمله ؟ حتى لما ظنيت إني بسواياي برتاح زدت السوء فواجع وعذاب ، ولا مرة أرتحت يمة ولامرة ، إحساس إن صقر غاضب علي
والحلم اللي زارني فيه بالوجع والعُنف ينهشني يمة ، يحرق قلبي يكوييّه بنار تلظى ماتعرف الرحمة ، وش أسوي يمة تكفين ! علميني الحل الي بيريحني وبيرضي صقر ! علميني لأجل يزورني مرة ثانية وهو يضحك ويحضني أشتقت لأحضانه والله يايمة!

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن