-
كانت واقفة بمكانها ، ثابّتة ولكن إختلاجات جسدها وإرتجافه الواضح تركته يُدرك إنها .. تبّكي !بلع ريقه بصعوبة ومسح على وجهه بإرتبّاك ، صدقاً لأول مرة يسمح لنفسه يتطاول على أنثى ويبَكيها !! ولكن الموقف مختلف وغريّب ، غريب لدرجة ماعنده السيطرة الكافية على تصرفاته بما إن كل شيء يمسّ شاهييّن يتركه يغضب هالغضب ! نازع نفسه بصعوبة قبل ينطق بصوت هادىء يمثل كيانه العطوف : إسمعي يا بنت الناس ، أنا ماودي يمسّك أذى لا مني والأكيد ما بيمسك من شاهييّن ، ولكن الي تتصرفينه يفوق العقل والقدرة على الإحتمال إن كان بقلبك طلب أو ضيق تستقبلك أم عسّاف بكل رحابة صدر
مجلسها عامر وما يرد ضيّف ولا متضايق
ولكن إن إستمريتي كذا -تنهد وقال بلا قيُود بصوت خافت - تكفين يا بنت الناس لا تستمرين
لأن الله أعلم بأي نهاية بتكون عاقبتك والواضح إنك بنت عالم صالحين فما ودي لك بالمضرة - رغم إنك توديّنها لأخوي -كانت مستسلمة لنوبة بكاءها الصامت ، ورداء القوة الي تحلَت به سقط بأشنع طريقة ، ولكن ماكان كلامه السبب ولا دفاعه ، هي حتى ما فكرت بوجوده ولا أعطت لتهديده قيّمة ! هي كانت محتجزة بوجع حالك أضفى سواد على سواد قلبها المحترق !
رفعت عيونها الثائرة وهالته نظرات عيونها المُوحشة والمحملة بأطنان من الدموع اللامعة
إرتد خطوة للخلف لسبب يجهله وإزدرد ريقه بصعوبة قبل يستدرك نفسه ويضيّع في دوامة هو في غنى عن الدخول فيها بوسط الليل !! قال بصوت مرتبّك به نبرة رجاء : إرجعي بيتكم ، ولاعاد تعيدين هالافعال ، اللي ما أرضاه على أختي ما أرضاه على بنات الناس ، إرجعي لا ترجعين هنا من جديد إنسى درب هالبيّت لأن إن لمحتك مرة جديدة مارح أمسك زمام عقلي ، تفهمين !ما نطقت بكلمة أبداً ، كانت صامتة بطريقة مُوجعة تركت قلبه يتآكل من الندم برغم إن الخطأ منها بل هي أساسه !
تخطته بصمت حارِق وشهقات خافتة برغم ذلك كانت واضحة لسمعه
وصوت غير صوته يتردد بسمعها ، صوت بهي
سعيّد ، يشع فرحة ويترك السعادة تستقر بكل مستمعيه صُوت حنون تركها ترجع لذكرى بليلة عيّد وهو يهتف ويرفع أطراف الثوب والغترة" تشوفين ؟ هذا خذى مني ساعتين كاملة لأجل أختاره"#
-
" أكمل بنبرة بائسة : مستوعبة إني قضيت كل هالوقت بس لأجل أقارن بينه وبين اللون البني الفاتح !!
ذوقه صعب هالشاهييّن ، بكل ليلة عيد يصعبها علي ويتركني أفكر في عيديته قبلها بأيام - هبطت كتوفه بحركة درامية بائسة - لو بس يشبهني ! يا حليلي كل هداياه أتقبلها بكل ضحكة وما أتشره
بينما هو يعلق بكل فظاظة - والله هذا اللون يشبه القنفذ ماني بلابسة ، وهالغترة ما تتناسب معه - ومدري وش ، لكن أنا متأكد هالمرة عيديتي بتعجبه يكفي إنه لون يحبَه صح ولا لا ؟"رجعت تهز رأسها بإيجاب ودموعها تتطاير من على عيونها وكأنه يراقبها من جديد وكأنه ينتظر تأكيدها من جديد على جمال عيديته ! مازال صوته ينخر ضلوع قلبها وهالثوب بالتحديد ذو التحديد المرسوم على طرف جيبه الأمامي بخطوط سوداء هالغترة بالذات بخطوطها الحمراء مستحيّل تنساها ! لأن صقر بنفسه الي أختارها له هدية !