الفصل السابع

9.9K 142 176
                                    


-
تأملهم للحظات قبل يرجع يحشو مسدسه ويقول بصوت بارد : كان المفترض أسوي لك غسيل للمخ بعدما علمتك عن موقع هالمغارة ياصقر
لو أدري إني كلما جيتها بتلحقني معهم كان فعلاً سويتها لك

ما لقى رد على كلامه ومازالت عيونهم شاخصَة بعدم فهم حتى زلزل هالصمت خُطوات حرب الصلبة على سطح المغارة غير المستوى بسبب الصخور الصغيرة وهو يرمي نظراته المستنكرة للمكان ، أقل وصف قد يُوصف وضع هالمغارة كان بإنه" حصلت حرب " هوجاء غير راحمة وضيّعت معالم هالمغارة بعشوائية .. كل التُحف اللي صنعها ، كل جهده وطاقته اللي قّضى عليها ونحتها لشهور طويلة كانت مُفتتة لقطع صغيرة بكل مكان بالمغارة ، كان المكان أشبّة بساحة حرب ولكن الفرق أنه لا جنود فيها غير"شاهيّن"
المكان مُدمر عن بكرة أبيه ، كل الجهد والتعب تلاشى وكأنه ماكان للحظة ، كل الُتحف اللي كانت تآسر من شدة جمالها حُولت لفُتات صغيرة
وكأنها ماكانت أبداً ، وكإنه إنتشلها إعصار مُدمر وقضى على كل الإبداع بلحظة غضب عنيفة!
ماكان أحد قادر على كل هالعنف غيره ، وماكان ضحية كبّته لشعوره غير جهده الي أستمر لشهور ولربما لسنين طويلة
قال صقر بعد صمت مُخيف : من اللي ضيّع جهدك ياشاهيّن ؟ وش صاير بالمغارة وش..

قاطعه شاهيّن بهدوء وهو يقول : ماصار شيء

شهق صقر وهو يمسح على وجهه ويقول : هذا كله وماصار شيء ؟ أصلاً باقي شيء بيصير ؟ يعني بتتحول كل هالقطع الصغيرة لرماد

رفع كتوفه بعشوائية وكأنه يقول " يمكن" حتى قال هارون بذهول : يمكن سارق دخل أو أحد من الديرة الثانية ، أو يمكن سلمان ؟ لأنه للحين حاقد عليك بعدما فشلته قدام أهل الديرة

ما علّق شاهيّن على كلامه بيّنما بدأ على ملامحه الهدوء التام حتى قال بعد لحظات : ليه مشرفّيني بجيتكم ؟

حرب بعد دقايّق من الصمّت المستنكر قال بهدوء : من أمس مختفي ..

قاطعه بضيق بارد : أول مرة تصير ؟

- لا ماهيّب أول مرة ، بس الوضع مهب نفس كل مرة ، بكرة ملكة بنت عمنا ، بالأحرى ملكة صقر يا شاهيّن
- أعرف
- ودامك تعرف ليه نافي نفسك بآخر الدنيا وكأن الموضوع ما يهمك ؟ ودك تسبب لجدي بجلطة ؟ ولا تحب تكسر خاطره كونك ما تشاركه هالفرحة ؟
- حرب ، الملكة بكرة فلا تكبر الموضوع ، ليه جايين أصلاً وكأني طفل صغير وخايفين علي ؟ إعقل ياحرب وأرجع للنادي وخل عنك هالحركات
كانت ردود حرب غاضبة ويحاول يمسك زمام نبرته لا تعلى على أخوه الي يكبّر بسنة بس ولكن تقابله نبرة باردة جافة من شاهيّن وكإنه غير مهتم بالحوار  وهلة ماكان صوت حرب الي دوى ولكن صوت صقر اللي للحظات كان متصّلب والذهول تجرع صلابة ملامحه!
تسربّ القلق لكل تفاصيل وجهه ولكنه تقدم وهو يرسم إبتسامة خافتة على وجهه ويغض الطرف عن كل اللي حاصل ويناظر للمسدس : آوه دامك مجهز هالمسدس يعني النيّة صيد صح ؟

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن