-
ناظره بصدمة وإستطرد : يعني تعرف الي قاعد يصير حولك ؟
⁃ مانيّب غر عن الي يصير حولي ياحربّ ، وأعرف كل الي يحصل فلا تشيل هم ، وقبل كل هذا أبيك تشيل الموضوع من بالك تفهم ؟ هالمواقف بالذات لا تلوح لها حتى بيدك ! إتركها تنعاش نفس ما خُطط لها لا تطوع لك نفسك توقف بطريق تحقيقهاأسبّل أهدابه بعدم فهم وهو اللي بات هالموضوع يسرقه من نومه بخوف على أخوه يلاقي ردة فعله أساساً غير مبالية ! كان بيرد بغضب ويشرح خوفه ولكن شاهييّن رمى بعشوائية فُتات الدخان وفتح باب الجناح قبل أن يلتفت لحرب اللي قال بضحكة مكتومة : ويين ؟ تلاقين الحين بنت مهابّ كاتبة على الباب بلافتة كبيرة " غير مرحب بالقلوب الحمارية "
بعدما إستعجلت بكـ...وقف بضحكة عجز يكتمها وهو يبّتعد بهرولة بسبب شاهييّن اللي خلع حذاءه ورماه بمنتصف ظهره وسط ضحكاته المدوية والي حاول يتحكم فيها قبل يصحى شاهِر ويقلب ليلهم الهادي لليل مابعده ليل من الغضب اللامتناهي !
يكفي إنه غير مصدق إن هذي الليلة .. إنتهت بكل هالسلام !
إنتهت بزواج الرجل الحدِيدي عاقد الحاجبين البارد المستفز بالفتاة المغرورة الطاغيّة المهلـ..
ضحك وهو يغمغم بصمت : والله لو يسمع أفكارك شاهييّن لتكون الليلة في منزلة الأموات !
--
توقفت خطواته أمام باب غرفته يدعك عيونه بإنهاك شديد كان جلياً على كل أوتار قلبه ولكنه كان ثابّت ، جامد ، بارد كالصقيع من الخارج !
رفع يده يجذب عُروة الباب بخفة وهو يمشط المكان بنظرات سريعة يبّحث عن طيفها ، دخل بهدوء لما لمحها متكورة على السرير بوضعية الجنين بعبائتها وهي تحتضن نفسها بطريقة دفاعية طفولية ، سحب نفس عميّق إرتجت بعده كل أوصاله وهو يسند رأسه على الجدار ويدك رأسه فيه دكات بسَيطة يحاول يدرك بعدها الوضع
يحلف يمين مغلظة لولا خروجه قبل لحظات من الغرفة لكان إنتهى الوضع بطريقة لا تُحمد عقابها ، بطريقة مارح يكون عقله المتحكم فيها !
حمد ربه إن العيال حضروا ونسُووه ولو للحظة وجودها هنا ، تركوا ناره المستعرة بجسده تهدأ ولو لقليل لأجل يستمر بمسرحية رح تكون نهايته فيها نوبة قلبية !أبتعد بعد أن شعر بألم فضيع في صدغه بسبب قوة الضربّات وأخذ يجلس يستند على الجدار القريب من الباب في صمت ، يجذب قدمه اليمين له بينما اليسار ممتدة بعشوائية .. يراقب ، يتأمل ، وينهل
وكُل الواضح أمام عينيه طيفها ، وكان يكفي !
لسنوات الفُتات كان يكفي ! فكيف بكينونتها كاملة ؟ كيف بكيانها وشموخها وكلها ؟بكل بساطة بين إسبال هدب وفتحه .. صارت له !
بعد سنوات أهلكته من شدّة الوجع والإحتراق !
صارت له بغمضة عين ، بكلمة وحدة منه بس !
وبنظرة وحدة منها إنتهت معضلة بنهاية قد يعتبرها مبدئياً رقيّقة ولكن مع الشعور هذا الي يكتسحه بحضورها ، مع حرقة قلبه ما يعتقد !كان بينهم إحتواء ، ومعزّة وغض عين القلب
ووجع متهالك مدمي بصمت!
وهاللحين صار بينهم شيء أكبر من كل هذا
صار بينهم " قبر " مايدري كيف بينسى صاحبه لأجل تستمر النهاية برِقتها