الجزء التاسع والأربعون

9.9K 121 63
                                    


-

ابتسمت بحماس وهي موقنة إن خطتها أفلحت فعلاً وبكل بساطة بتشوف الدفتر وبترميه لسطحهم ، يا قوتك يا حلويّات العيد !
وصلت للسطح وأبتسمت إبتسامة واسعة ملتاعة وهي تتأمل السطح الي يعج بأقفاص الحمام والعصافير والريّش المتناثر بالمكان وقبّضت على كفها بهلع وهي تتذكر آخر مرت صابتها الحساسية والوجع الي عانته ، ولكن وش بتبرر لحرب ؟
إزدردت ريقها بصعوبة وهي تحمد ربها إن النقاب على وجهها يخفي ملامحها وهلعها ، وأقتربت وهي توقف بوسط الحوش وتمرر نظراتها للمكان تخفي ذعرها وهي تقول ببسمة : كلها من يدينك ؟

تبّسمت سُهاد بسمتها الهادئة وهي تنفي بإيماءة شاردة وتقول بهدوء : شاركني بها صقر

راقبت ملامحها الـ .. هادئة ! كانت تتكلم عن صقر برضا وقناعة ، الحقيقة كانت تلتمس دائماً السخط والجزع بكل مرة تتكلم فيها عن صقر ، بس هالمرة.. آه يارب وش المتغير بهالإنسانة ! وعاجزة عن تحديده!!!

هزت رأسها وهي تأشر على القفص الكبيّر اللي كان فاضي وقالت بإستغراب : علامه فاضي ؟ طار السربّ اللي حوى هـ الفراغ كله !

تأملت القفص اللي أختفى الجزء السفلي منه من كثر وجود الريّش وبعدها رفعت رأسها وناظرت لتناهيّد وقالت بشُرود : الفـراغ الي خلفه طيران سربّ الـصقور يا تناهيّد كان أكبر من هذا ، ولكن فراغ عن فراغ يفرق صح ؟ فراغ ينزع جلدك عنك وتصير شخص غير الشخص،شخص سيء جداً ومظلم
وفراغ يضفي جلد على جلدك وتصير شخص غير اللي أعدته ولكن شخص ...

أخذت نفس بصعوبة وهي تضغط على طرف صدرها وتبتسم بهدوء تتأمل نظرات تناهيّد المستغربة فقالت ببسمة ضاحكة: لا تشغليّن بالك بكلامي ، تعرفيّن دائماً حكييّ ماهو بمفهوم !

-
تأملتها تناهيّد للحظات قبل تبتسم إبتسامة الـ " فهمت كل الحكي " قسماً بالله ما بيكون سبب التغير من السوء والسواد لـ النور والضياء
غيره .. هالشعور فقط اللي يلمّع القلب ويعبأ الفراغ ويمحي العبُوس وتشرق الضحكات بسببه
هالشعور فقط اللي مجبورة تنسي بسببه كل الي مضى وتعيشينه فقط ، ماهو لأن ودّك تعيشينه وبس .. لا!!! لأن ما بيدينك إلا تعيشينه !!
" الحـب " آخ يا سُهاد ! معقولة ! ولكن حرب !
حرب هو سبب كل هالتغيّرات المخيفة فيك ! هذا الضخم إستلوى على قلبك الضئيل!

لمحت يدين سُهاد الي بعثرت الريش فظهر طرف دفتر ، كتمت شهقة طفولية ملتاعة وهي تلمح مُناها بينما سُهاد نفضت يدينها على عجل وهي تبتعد وتقول بهدوء : ودَك أطيّر السرب لأجل تتأملينه ؟

إستيقظت من فرحتها الطفولية وتبسمت بإنبّهار : بتفتحين الأقفاص كلها بوقت واحد !

ضحكت من فرحتها وهزت رأسها بإيجاب وهي تقول : أحرّرها كلها بذات الوقت ، أخاف لا فتحت قفص واحد يكون لـ الطير محبوب بالقفص الثاني وينحرم عنه !

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن