الجزء الثلاثون

8.8K 119 100
                                    

_
قبل أيام قليلة ..

" جاثم ، أقسم بالله جاثوم وألفى على قلبي هو ولده وذيل الهر هذا ، علامه جاي بقبيلته وهله كلهم ؟ الله يجعلك جاثوم ياجاسم أنت وجيَاتك الي كانت دايم تضيق خلقي "

إنتشله من غمرة نكده صوت جده المهيَب : علامك واقف بجنب الباب يا ياسيّن ؟

أبتسم بهدوء يعتدل بوقفته ويتقدم بكل رزانة إعتاد عليها بهالة الهدوء الي تحيط فيه وهو يُقبل رأس جده قبل ينتقل بالسلام البارد مع بقية أهله .. من أعمامه حتى جاسم وولده ملفي الي شهدوا على إقتضابه في السلام معهم !

جلس على يمين جده وهو يستند بظهره للخلف ويناظر بصمت لأهله ، أعمامه ! الي كانوا بمثابة غرباء وضيوف فقط لشاهِر ، لا يحمل بقلبه أي صلة بالقلب لهم رغم صلة الدم وياااابشاعة الشعور!

قطع الصمت جاسّم الي قال بمودة مصطنعة : أبوك كان له نية يبارك لنا هالخطوة ويجي معنا ، بس تعرف زوجته بآخر شهرها وخاف تولد ومايلقى من يوديها للمستشفى

أبتسم بإقتضاب وبلا مبالاة وهو غير مهتم بتطرق جاسم لهالعذر السخيف بوسط مجلس ممتلىء بالرجال ! بدأت دفة السواليف تتحرك من شخص لآخر وهو يرمقهم بعدم مبالاة ولا ينسى يرمي نظرات مقيتة لملفي وأبوه الي لطالما كانوا شوكة بحلقه والسبب واضح، تناهيَد !

يمرر نظراته بهدوء يستمع بصمت بدون يعلق أو يتجاوب بالأحاديث ولطالما كان هذا وضعه بالمجالس ومع الناس الي ما يرتاح معهم ، الصمت والهدوء بعد عدة سواليف فشلت في لفت إنتباهه ولكن إشتد جسده كوتر حاد وهو يلتفت بذهول لجاسم الي قال ببإبتسامة لزجة : وأظن بعد زيارتنا الي مضت عرفت يا عم شاهِر وش سبب جيّتنا هالمرة بأهلنا وربعنا
-
كان يراقبهم بصدمة وشعور بالقلق بقلبه يربكه ، خصوصاً بعد إبتسامة لزجة على وجه الجاثوم
وملابس ولده الي لأول مرة ينتبه لها ! كان أنيق !!
بعد سنوات من التشرد باللبس والبناطيل غريَبة الاطوار الي كان يلبسها ويلاقي السخرية من الناظرين له ، بعدما كان يرفع شعره بطريقة تتركه مثل ديك نُتف ريشة وكان يظن نفسه ملك زمانه فيها كان هالمرة أنيَق!!بل ونظيف وثوبه الأبيض يلمع يكاد بياضه ينور المكان؟!
علام الجاثوم وولده مرتبكين ؟ وعيونهم بها لمحة توتر ؟الأكيد إنه ماهو بالسبب الي بباله
والي بقى مثل جاثوم يكتم أنفاسه بكل مرة يزورها خالها ويردد سيمفونية بغيظة للقلب والعقل ؟؟ فغر فاهه وأسبل أهدابه مصعوق وصوت جاسم يأكد توقعاته : جيّناك مع أهلنا ناويين القرب منك ، وتعرف إن ودنا نخطب بِنت أختنا لولدي ملفي والي من صغرهم سميناهم لبعض

لحظة لحظة " سميناهم لبعض ؟" متى حصل هالكلام ؟ وهو كان معها خطوة بخطوة ويوم بيوم بكل حياتها ؟ متى كان هالمخطط لأجل يصرح فيه بكل عنجيهة قدام كل هالرجال ؟ لأول مرة ينجح أحد بإستفزازه بهالطريقة ، ملفي القذر صاحب البناطيل المشققة والجاكيتات المنحنية على كتفه وقصة الديّك المنتوف يجي مع الجاثوم وبكل بجاحة العالميين يطلب يد تناهييد !! الطفلة الصغيرة !! طفلته هو ! يا للسخرية !

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن