الجزء السابع والثلاثون

9.7K 112 110
                                    




-
عاود النظر للطريق ببال رائق ومزاج عالي ما يشوشه غير فكرة إنه بيداوم بكرة من الفجر ويتركها خلفه وهو الي باقي ما أرتوى من شهدها! بينما هي راقبته بنظرات مختلسة خجولة وهي تنزوي بإستحياء لطرف الباب حتى تركت شنطة اليد بالوسط بينها وبينه ولا ألتفت لها إلا لما قال : هدبّ ، عندك مناديل ورقية ؟ أبمسح المراية الجانبية

هزت رأسها بإيجاب وهي تسحب شنطتها وتتركها بوسط حُضنها قبل تفتحها ناظرت ببساطة وبدهشة الكائن الصغير الي يخرج بكل إِباء وغُرور من شنطتها وكأنه يعاتب على سرقة الراحة من المكان الي بدأ يعتبره بيته أما ردة فعل غالب كان مناقضة تماماً لردة فعلها ، لما لمحه شهق بكل عنف حتى إنه سحب الفرامل بقوة وأرتدوا للأمام بشدة قبل يرفع يدينه ويمد ذراعه بكل سرعة يحمي وجهها من الإرتطام ، تنفس بصوت عالي وهو مشدوهه بينما هي أرتبكت وعلت نبضات قلبها توتر ودهشة ، ألتفت لها مذعور وأشر على الي بيدينها بينما هي إتسعت حدقات عيونها صدمة وذهول وهي تقول : كنا بنموت بوسط الطريق بسبب هذا؟؟

ناظرها بعدم فهم بينما هي رفعت " حيوان الوبر" من حضنها وأخذته بيدينها بكل سيطرة وببساطة تركته يغفر فاهه مصعوق وهو يتأمل تصرفها ، أبتسمت له بكل رقة وهي تمسح على ظهر الوبر بخفة : لا يكون ولد العاصمَة خايف ؟

مازال فاهه فاغر ومازالت نظراته مصعوقة ، غير مستوعب إن الكائن الرقيّق اللي ليّا تعرض لنسمة صيف باردة بس خدشت خدها من شدها رقتها
صائدة فئران ووبران وxxxxب وعناكب !!!! مابال الرقة تنقلب لشراسة لما تلمح حيوان!! لايكون هذه ماهي من صنف النساء الي يحتوي خواته وأمه!!! الحقيقة إن ردة فعله قبل للحظات كان خوف عليها هي وهو يلمح حيوان غريّب وبري يخرج من شنطتها وبحضنها وهي تناظره بكل بلاهه!!

يبدو بأن كتلة الرِقة والرُقي لن تتوانى عن إدهاشه بكل مرة ! رمش عدة مرات يحاول يستوعب إن الوبر دخل من عبائتها وهي تتبعه بيدينها و تنشر عبير ضحكاتها الرقيقة على سمعه بكل كرم
عجز يتحرك من مكانه حرفياً حتى إلتقطه بيدها وهي تبتسم بإنتصار وتعتدل بجلستها و تقول بهمس شقي : علمني متى دخلت لشنطتي ؟ لازم أفرض عليك عقاب عشان ما تكررها من جديد
- أبتسمت بشقاوة وعبّث رقيقين - وش رأيك بعقاب الدغدغة؟؟

إنصعق المسكين أكثر وهو يلمس رأسه بيدينه يتحسس مكان عقله لايهوي من ذهوله ، دغدغة!!!! ولوبر؟؟؟؟ مادام بتفرض عقابات رقيقة وحلوة مثلها كذا ليه ما تعاقبه هو بدلاً من معاقبتها لوبر لأنها تسلل ودخل شنطتها بدون علمها؟؟؟؟

-
ماهذه االكائن الغريب اللي جمعت الأضداد بشخصيتها بشكل يترك محتتتار وعاجز عن التصديق!! الحساسة الي تهوي دموعها من كلمة عفوية تفرض عقاب الدغدغة على وبر بدون خوف!!! يا ولي الصابرين!

أما هي كانت فعلاً مستمتعة وضحكاتها حقيقة ولكن من ألتفت له ولمحته مصعوق وعلامات الندم ترتسم على وجهه وكأنه يقول " أنا شكلي تزوجت مزارع ولو تزوجت مبيد حشرات أفضل لي من هاللي عاقدة صداقة مع كل الحيوانات"

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن