الفصل العاشر

11.3K 130 54
                                    


بتر اللقلب بحدة وهو يشتت نظره للمكان بغضب مفاجىء بينما هي سكتت وهي ملاحظة شرارات النار الي تطير من عيونه والصمت المهيب المحيط بالمكان وكأن جميع الحاضرين تركو لشاهين المساحة لأجل يتفنّن بتجريحها
وقبل ترد أسعفها صوت جدتها : لا ينعاد هالحكي يا شاهين ، أنت ما قتلت فرحة أحد ولا سلبتها من أحد، هذا قضاء وقدري يا ولدي ولا أحد يرد قدر ربي ، ولا عندك إعتراض على حكم الله ؟

رفع كفوفه بنفي شديد وهو يقول بهدوء : حاشى اللهم لا إعتراض ، ولكن هذا ما يغير حقيقة اللي صار يا جدة

عم الصمت للحظات قبل يستمر نقاشهم البسيط تسببت أصواتهم بحجب صوت خطوات غالب المتجهة لهم ، من بين الجموع المتجمعة على شاهيّن
تثبّتت نظراته على الشخص المُستقر بجسده أمامه برِقتها المعهُودة تبتسم لكل كلمة يقولها شاهيّن وكأنها طفلة تراقب أبوها !
تنهد بصعوبة وتقدم بدون ما يزيّح نظراته عنها حتى حست وألتفت بخوف ومن لمحته توسّعت حدقات عيُونها بذهول ، غالِب يتجه لهم وهو يراقبها بكل بجاحة بالرغم من إنه عارف بأنها بدون حجاب أو خرقة بالية عالأقل تستر شعرها ووجهها أو حتى جسدها ، إرتجفت أوصالها وغمضت عيُونها بفجعة وسط إبّتسامته الساخِرة وبعد لحظات إستوعبت مدى غبائها فلقت نفسها تتّخبى أمام جسد شاهيّن اللي فعلاً حجب عن غالب كل تفاصيلها بسبب ضخامته مُقارنة بصغر جسدها
-شاهييّن ، أهل صاحبك ينتظرونك لأجل يوادعونك

ألتفت لحضور غالب وهز رأسه بصمت وهو يلتفت عنهم بهدوء شديد ويتجه بخطواته المُتزنة لمجلس شاهِر بذات الهيّبة اللي زعزعة الأيام ما هدتها ، بينما أهداب بقت متجمدة بمكانها بصدمة وبذهول شديد ، شاهيّن يدري إن غالب موجود وإنها غير متحجبة ومع ذلك واقفة قدامه وكان الصمت هو الجواب على كل هالتصرفات ، معقولة اللي يصير ؟
بدستور ثاني كان المفترض إن غالب مشنوق ومعلق على بوابة الجهنمية ليه هالمرة تغاضى ؟ معقولة التعب والفرحة حجبت عن الكل رؤية وقوفها قدام هالشخص الوقح اللي أحرق جسدها بثواني بسيطة بسبب نظراته ، تداركت نفسها وركضت بكل سرعة لداخل الجناح وهي تتنفس بصعوبة ، غالب صار يهزّها بكل قوة يسبب الرجفة لكل جسدها ، غالب يتعدى الحدود معها بشكل صريح وواضح مع ذلك ليه تحس إن الوضع عاجبها ؟
رغم إنها تجهل مضمون نظراته إلا إن تعديّه للحدود ما يضايقها كثير ؟ وهي الي ما أعتادت على هالشيء أبداً ، هي اللي تغربّلت وزارها ضيم ووجع قلب وروح بعد موقفها معه بآخر الأيام قبل موت صقر وأعتزلت بسببه أي مكان يحتويه لشهور طويلة ، وما تبالغ لو تقول إن هالمرة أول مرة يلمحها بعد هالموقف وبذات الطريقة ، بدون حجاب يواري عن عيونه حُسنها وبدون صد يواري عن قلبها نظراته ! متجاهل كل اللي حوله ويتأملها وكأنها تخصه وهالشيء أربّكها ، معقولة الموقف صغير بس هي كبرته ؟ وهو نسى نفسها وشاهيّن ما أنتبه للوضع ؟ معقولة كل شيء كبر لأنها كبّرته هي ؟؟
أخذت نفس بصعوبة وهي تبعد عن خاطرها كل هالتُرهات وتستعيد وعيها من جديد وهي تذكر نفسها إن هاليوم لشاهيّن ولفرحتهم فيه وبس
بعد شهور عجاف مُوجعة مُهلكة قضت على كل فرحهم , اليوم غير واليوم خييّر, اليوم شاهيّن هنا
-
في ربُـوع آل جلِوي ..
وعلى مقرِبة من بوابة الجهنميّة ، مِتكي بطرف جذعه على طرف الجدار ويتأمل البوابة بإبتسامة خافتة شعت وإزدادت باللحظة اللي تهادى لبصره هيبة شاهيّن ، أستقام بطوله وتنحنح وهو يلتفت ويناظر لسيارات أهله وربعه اللي تنتظره وهو منتظر شاهيّن بصبر

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن