الجزء السابع والخمسون

8.5K 108 51
                                    

-
قبل دقائق ، لما انحنى بجسده العريض وهو يريح جسد أهداب فوق الفراش الي جهزوه بكل عجلة وسرعة تحت عريش مودة
كان قد وزع نظراته للمكان بلهفة يحاول يبحث عن عاصيته ومحبوبته اللي أختفى حسها من اللحظة اللي ركبوا فيها السيارة بعد زيارتهم للمستوصف حتى بكاء الرعب والخوف اللي تمكن منها كان قد تلاشى
الجلسة خالية منها،لذلك تخطاهم بإستغراب وبرغم صوت ضحكات عائلته الصاخبة ودخول ياسيّن الفكاهي وتعليقه على ولادة أهداب وأصواتهم المحبة إلا إنه كان يبحث عنها بكل خوف،بغرفتهم السابقة قبل ينتقلون ل العاصمة بحوش الجهنمية
ولكن لا أثر!توتر وأهتزت حدقات عيونه بخوف
مازالت لم تتخطى ولادة أهداب وخوفها
وقف أمام سيارة غالب يفرك عيونه بإنهاك وتعب،قبل يسلط عيونه على الزجاج الأمامي
فـ تحفزت كل خلايا جسده وهو يقترب بعجلة شديدة

كانت مازالت بالسيارة،وبوسط كل الضوضاء والضحكات والرعب كانت نائمة!
أبتسم بضحكة وفتح الباب وهو يمسح على وجهها بخفة شديدة حتى تملمت بطريقة نومها
ففتحت عيونها تتحرى عن هوية ذاك العابث ومن لمحته ابتسمت بإنهاك قبل يتبادر لذهنها كل ذاك الصراخ وذاك الموقف فـ بهتت إبتسامتها وإستعادت شحوبها اللي ما تلاشى أصلاً كانت عيونها تحتقن بالدموع ويديها مازالت ترتعش

-
اقترب وهو يحتضن رأسها ويمسح عليه بكفه وهو يقول بحنية : مرت يا سُهاد مرت
الحمدلله تيسرت ومرت وكنتي قوية،أشهد لك بالقوة اللي يتمناها الكثير

تجعدت ملامحها بإعياء ورفعت يدينها لأجل تحاول تشرح له فعجزت توصل المعنى وعجز يفهم وهو يقترب منها بينما هي تدفعه تحاول تتملص من يدينه وهو غير مستوعب..ولا أستوعب إلا لما تقيأت كل ما في معدتها على ملابسه والمقعد وعباءتها تنهد بوجع عليها وهو يسمع صوت بكاءها المحرج فربت على كتفها وهو يحتضن رأسها:لابأس عليك يا عيوني،لابأس هذي مضاعفات الخوف والوجع

ناظرته بتعب وخجل فـ تبسم لها بسمة ملأها العاطفة وأخذ يبتعد عنها وهو ينزع ثوبه عنه ويجعده قبل يتركه على جنب وينحني من جديد يمسح عباءتها بغترته البنية وينظف كل ما خلفه خوفها بنفس راضية وسط نظراتها الباكية
وشهقاتها المتعبة

ابتسم بضحكة مشاغبة لما أنتهى وسحبها من يدينها حتى أستقامت واقفة تترنح فأتزنت لما ثبتها بذراعه وهو يقول بضحكة : يا بنت هذا وأنتي اللي ما ولدتي،لاحول ولاقوة إلا بالله

ناظرته بهلع وهي تهز رأسها فـ غرق بضحكاته وهو يتلقى خوفها بصدر رحب قبل تتلبد الغيوم بسماء عيونها كان قد قالت وهي تشير بيدينها : كانت صغيرة،يالله ياحرب صغيرة جدا وحلوة
بس أهداب بكت كثير من الوجع
ابتسم على هذيانها وأخذ يحتضن طرف كتفها وهو يهمس بحنية:تذكرين،لما قلت لك عيونك ما أنخلقت للحقد !

وكيف تنسى ؟ أكمل بتلك النبرة اللي تجبرها تبكي من شدة حنيتها:أأكد لك هاللحظة بأن لك عيون إنخلقت للدمع القرير،للضحكة،للحب
للفرح بس يا سُهاد وأنا مستعد أفني عمري لأجلها

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن