الجزء الرابع والعشرون

9.8K 127 167
                                    

-

تزايَدت حِدة الصوت اللاهث بوهن وقال من بين تعبه ببسّمة مُتعبة وصل معناها بكل سهولة لـ قلب شاهييّن : أنا حربَ أخو شاهييّن وحفيد شاهِر بن جلوي .. عرفتني ؟

سكت للحظات وهو ينقل نظراته بين أهله اللي وقفو بعده بإرتبّاك من إضطرابه ، فتبّسم وهو يأشر لهم يستكينوا فتلاحقت أصوات تنهيدات الراحة بيَنما هو قال بإبتسامة من لمح نبرته تحمل كميات هائلة من الفرحة : مية هلا تسبّقها هلا وتردفها هلا يا أخو شاهييّن وضلعه اليمين ، آمر يا بعد هالقلب !

إشتدت إبّتسامته لما تصاعدت صوت ضحكات حربَ بشكل كبير من ترحيّب شاهييّن الي من شهور طويلة ما سِمعه ولكنها تلاشت وهو يقول بضيَق : ما شفتوني ؟
- ياخوي علمني وين بشوفك وأنت بعيد عن هالبيت ؟

زم شفايفه وقال بحنق طفولي : المباراة ياشاهييّن المباراة ، يعني البلد بكبره واقف على أعصابه لأجلها وأنتوا ما شفتوها برغم إن الفاضلة زوجتك ركبّت التلفزيون بوسط البيت
- ماشاء الله يعني حتى أنت تدري بسواياها وعنادها فيني وسـ... لحظة لحظة علمني المباراة بين من ومن ؟

وصله صوت هارُون المقهور وهو يضرب الأرض بقهر : حتى حربّ ناقد من يلومه إننا مانشوف أفضل فريق  وهو يلعب بعد فترة الانتقالات الشتوية ، حتى اللعيبة اللي انتقلوا لنا ماقدرت اشوفهم بسببكم ، اليوم مباراة فريق الرعيّد ضد الفريق الي ناشب بحلوقنا

سكت شاهييّن للحظات  يجمع القطع المفقودة وتحفزت خلاياه وهو يلمح بسمة شاهِر اللي وقف بجنبه بينما أكمل حرب بصرخة مقهورة : إفتحو القناة جاييَكم الحين يآل جلوي

مافهم هالنقطة مع ذلك أشر على ياسين يفتح القناة وهو يلمح حضور جدته والبنات بعد أصواتهم العالية واقفيّن يناظرون لشاشة التلفزيون الصغير بإستغراب وترقُب حتى وضحت القناة الرياضية وصرخة هائلة دمرت طبلة إذنهم بسبب هارُون الي ضرب الأرض بحماس وهو يضحك بعدم تصديق : فزنا ، ياالله وش هاليوم السعيد فزنا على هالجرابيع

ناظرته أمه بطرف عينها وهي تشدد على إحترام وجود أبوها فلملم ضحكته بصعوبة بينما ياسين قال بهدوء مستهزءا: المباراة إنتهت قبل  دقايّق ، من وين بيجي حرب لايكون يبينا نكسر الشاشة وندوره وراها ؟

ناظره شاهييّن بغيظ و حك طرف جبينه بضحكة قبل يعلى صوت الجمهور بلا مُبرر ، تتصاعد فرحاتهم وتزيد أهازيجهم بشكل ترك آل جلوي يتحفزون ويناظرون للكاميرا اللي قُربت من فريق الرعيّد وفرحة اللاعبين اللي للآن بأرضية الملعب إلا من لاعب غادر بعد الصافرة بلحظات بسيطة وهو يتجه لغرفة التبديل غير عابىء بأي فرحة غير فرحة أهله ، ولكن إضطر يخُرج من جديد والجوال " الرعبوب "  اللي أجبَره المُدرب يشتريه كان بيدينه من لحظة دخوله أرضية الملعب من جديد تصاعدت الهُتافات من جديد ووُجهت الكاميرا عليه وعلى اللاعبيّن اللي  أتجهوا له يشاركونه الفرحة الي بتَرها من الوسط بإختفائه ، ضحك وهو يشوفهم يركضون له وركض بأرضية الملعب مبتعد عنهم ووصوت ضحكاته وصل لسمع كل آل جلوي بعدما فتح شاهييّن مكبر الصوت يستمعون لضحكته المفجوعة ويناظرون فاغرييّن فاههم مصعوقين لشاشة التلفزيون الي تبّث لهم فرحة لاعبين الرعيّد وركضهم خلف حرب .. حرب بن عسّاف

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن