الجزء السابع عشر

10.2K 133 231
                                    




كانِت تبتسم بتشفي بنظرات ناريّة وبغير جرام واحد من الندم
كانت موقنة إنه يستاهل ترميه بفوهة بركان مهب بس بركة ماء صغيرة ، تراقب جسده المقلوب اللي أستقر على سطح البركة وسكون تحركاته بشكل ترك الوجل يزور قلبها ، إقتربت برجفة وهي تحاول معرفة سبب توقف حركته
حاولت تقترب ولكن خطوة زيادة بإتجاهه رح تقفز للبركة من جديد ، وهي بهاللحظة تستشعر إن عظامها تجمدت وأي ماء زيادة رح يهلكها ، إرتجفت أوصالها بخوف وبدأت تسب تسرعها وغضبها اللي يعمي عيونها عن تصرفاتها الهمجية ، وأخذت تنادي عليه بصوت بالكاد يظهر من البرد ومن خوفها .. كانت أشبّه بقطة مرتجفة بأحد الشوارع من البرد وصوت مواءها الباكيّ بالكاد يسُمع ، قالت برجفة بصوت حاولت يكون مسموع: شاهييّن ، وش صار ليه بقيت هنا ؟ البركة ماكانت إلا بمقاسك بالحقيقة كيف قدرت تغرق فيها ...

شهقت شهقة عنيفة دمرت كيّانها من شدة الرعب وهي تشوفه يرتفع كتسونامي بكل قوة من أقصى البركة ويسحبها من يدها حتى سقطت بالمكان الي كان مرمي فيه قبل لحظات ، كانت تتنفس بصعوبة وتضرب يدينها بالبركة برعب وجفنها مِنسدل عن عيونها رافض يتزحزح من شدة الرهبّة والموقف الي ماقدرت تستوعبه !
أيقظها من رعبها لما سحبها من عبايتها من الخلف ورفعها بيد وحدة من البركة اللي تتخبط فيها وصدى صوت ضحكاته يرهب المكان من علُوه ، فتحت عيُونها بصدمة والذهول زلزل أركانها وهي تستمع للنغمات اللي رقص لها قلبها بكل سطوة ، تزلززل وإنهدم على ضلوعها لدرجة نست المكان والزمان وتناست وجودها ك كُليتها بين أصابع يدينها يرفعها عن ماء البركة بكُل بساطة وكأنه يأكد لها إنها كعُقلة الإصبَع بالنسبة له فلا تتمادى ، وكأنها تؤكد له إنها قادرة على إطفاء كل غضبه بتصرف واحد منها
فكيف قبل لحظات يشتعل من غيظه وبهاللحظة يضحك وصوت ضحكاته وصل لمسامع ياسيّن اللي فغر فاهه بصدمة

-
توقفت خطواته عن المجيء والذهاب بعدما أشتعل خوفه بعد خروج جده من البيت وتجمع النسوة بجنبه ولكنه رفض يتدخلون ويتوجهون له، رفض وهم بكلهم ما يدرون عن اللي حصل .. كل الي وصل لسمعهم إن شاهييّن حضر وهو بالمزرعة الخلفية ! ولكن إن يحضر صوت ضحكته معه؟ كانت هذه الطامة الي عجزو يستوعبونها .. كان يشّح عليهم بضحكة والحين بوسط هالمصايب يضحك بكل هالكثرة ؟ ياقوتك يا كاييّدة !

كانت ترمش بذهول وكل أجزاءها ترتجف من البرد .. "هه ترتجفين من البرد ياغرُور ؟ والله يا أسباب رجفتك تنحصر حول اللي يزلزل صدى سمعك .. يالله ! فِيه ضحكة تشابه ضحكته بالعذوبة ؟ ليه بسببها نسيت كل شيء لدرجة ماني قادرة أتذكر اللي حصل قبل ثانية وحدة بس ؟ الله يقوي حيّلك ياغرور وش قاعدة تقولين أنتي ؟ هذا وقت إنهزامك في سبيل ضحكة؟ لا ياغرور أنتي بمصيبة مابعدها مصيبة "

فكت أحجية أفكارها بسبب شاهييّن اللي خرج من البركة ومازال جسدها الرقِيق يتدلى بين كفوف يديه وكأنه طفلة ويطيرها كحمامة صغيرة
يشيَح بنظراته حتى قوام جسدها المنحوت أمامه بكل تفاصيله ، عن شعرها الملتصق بجسدها وكأنه يعايره بإقترابه منها بينما هو برغم كل هالقرب عاجز يلتصق فيها ، عنها .. عن غرُور!

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن