الجزء السابع والأربعون

8.2K 107 82
                                    



-
وسط صراخ زوجته المجنون والعالي وهي تفقد كل حياءها وتضرب زِناد من الخلف وتصرخ وتولول لدرجة تجمّعوا الرجال يفلتونهم بينما زيّد أخوه اللي كان بمخزن المحل خرج مصعوق ومن لمح المنظر فزع لأخوه بذهول وهو يلمح غضبه المخيّف اللي فجّر كل هدوءه على إثِره !

فرقوهم عن بعض بصعوبة وهالرجل يكيّل الشتائم بشكل مُقرف وهو يهتف بصوت عالي : يتأمل بزوجتي هـالكلب ، يناظرها وأنا جنبها
وقسماً بالله ، موته على يديني ..

سكت بسبّب الرجال اللي كمّم فمه بيدينه بإضطراب وهو يهمس بفجعة : هذي فيها قتل وطيران رؤوس يا حامد كفّ الأذى عن ولد ديرة الزُلال تراه خوي حفيد شاهِر

ناظر لزِناد المتحفز واللي يحاول يفلت من ذراع المتشبثين فيه لأجل يكمل تهشيم وجهه ، وزاد غضبه لما صرّح بسبب ضربه له وكان ناوي فعلاً تقوم مجزرة هالليلة لولا إنه تذكر إنه بديرة الليل
بسبب كلام أخوه الهامس بعتب في إذنه : شفت وش الملامة الي لحقتنا بسبب أهل الليل اللي تماري بهم ؟ حنا صرنا نناظر لعرض الغير؟؟

دفعهم عنه بكل غضب وهو ينفض غبار وهمي عن ثوبه ، تنفس بعمق بسبب اللي يدققون بإنفعالاته لأجل لا ينقض عليه من جديد ورفع كفه بمعنى " إنتهى " وهنا تكلم زيّد وأشر على حامد : توكل على الله مالك عندنا ..

قاطعه بشتيمة عنيفة وهو يسحب زوجته ويخرج من المحل وسط صمتهم الهائل بينما زِناد أخذ نفس بصعوبة وهو يمسح على وجهه بضِيق
لما صرّح زيد : غضبك هالمرة كان...

فلبّس هالة المرح من جديد مُتدارك غضبه الهائل وهو يهتف : إحذر شر الحليم إذا غضب
يستاهل ماجاه !

تأفف بضجر من تغيرات هالرجل ولا كان الوحيّد المفجوع كانت تساهيّل الي تلطم بفخذها من الفجعة وغُفران اللي ترتجف كورقة يابسة بوجه نسيم جارف بسبب حضورهم للموقف كامل ، إلتفت لبنتها وهي تهمس بهلع : خلينا نرجع ونترك هالعقيّق الي أهلكتينا به ، أنا بنفسي بخلي ياسي..

خرجت من إطار رُعبها وتشبثت بعباءة أمها وهي تقول بلهفة ومسكنة : دخيلك يايمة وصلنا وتكلفنا ، حنا وش لنا باللي حصل ندخل مثل باقي الزبائن ونشتري ونخرج ، دخيلك يمة

ناظرتها بضيق للحظات وبعد وهلة من التفكير أيقنت إن ماباقي أصلاً غير خطوة وينتهي نكد غُفران الي أستمر لأسبوع كامل فقررت تخطيّها ولكن غير متغاضية عن الجنون اللي حصل فكلام الرجل كان يمسّ الشرف
دخلت مع بنتها بحذر تام وبقلب وجِل أما غُفران دخلت متوجسة ولكن لحظة إقترابها من أحبّ الأشياء لقلبها حتى تهللت أساريرها وأرتعش قلبها بنشوة فرح وإبتسامة واسعة تزيّن ثغرها إتضحت على عيونها الي صغرت نتيجة هالإبتسامة..
#هوى_ديار_الليل

١٧٦
-
إقتربت بفرحة طفولية وهي ترمق كل الخواتم النسائية بنظرات متفحصة تبّحث عن حامِلي مشاعرها من توتر وأرق وقلق وفرحة !
تقلب نظراتها بإنبهار كطفلة زارت متجر الدُمى لأول مرة بحياتها برغم إن غُفران دخلت لمحلات العقيق بالعاصّمة مع غالب عدة مرات وما تركها بخاطرها ولكنها بكل مرة تنبَهر وكأنها أول مرة

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن