الجزء الواحد والعشرون

8.9K 112 38
                                    



-
جحظت عيونهم كلهم ، بينما هارُون وقف بإرتباك لما إشتدت ملامح شاهِر بغضب ما يزوره إلا بسبايب شاهييّن وبروده وكان بينفعل وتنتهي الضحكات بهوشة يضحك عليها كل أهل الليل
لولا إن هارُون مسك رأسه وضغط على غُترته وهو يقول بصوت عالي مفجوع : وضحى هي الغزال حقت شاهييّن ...

عمّ الصمت المكان ، وأرتخت عضلات وجهه شاهِر بإحراج أول مرة يعيشه قدام أحفاده بينما حرب ألتفت بوجهه للخلف وهو كاتم ضحكته بصعوبة ولما لمح ياسين يشد على قبضته بكل قوة يغطي فمه حتى غروقوا بضحكاتهم بذات اللحظة ، أبتسم بسبب ضحكتهم شاهييّن وصد عنهم يناظر لجده الي أمتقع وجهه ورجع يجلس يتنحنح بهدوء بدون ما يعلق ، دقائِق طويلة مرت وهم يضحكون وكلما حاولوا يلتقطون أنفاسهم ويتلزمون الصمت إحترام لجدهم ، لمحو ملامحه المجعدة بحرج وتعالت ضحكاتهم بكل عنُف حتى تململ شاهييّن وقال : الله لا يحط نكتة بين عينك أنت وياه !

سكت حرب وهو يشيح بوجهه عن ياسين الي يجبره يضحك ، بينما هاُرون لملم ضحكاته يجلس بجنب جده ويضغط على كفوفه بإعتذار
حتى قال بصوت واضح ظن إنه خافت : معليك ياجد دامني ضحكتك عليهم بضحكك على شاهييّن ، هذا ياطويل العمر ذوب السُكر والشاهي بقدر كبير وقال إلزم ياولد العمة وغرق بنت مهابّ الصغيرة بكل هالشاهي بكل بجاحة
وعاد أنا لبيت بكل بسالة ولما تحركت قرون إستشعاري وبحثت بالموضوع إكتشفت إن المهيّب الكبير شاهييّن تغرق بقدر كبير من الماء على يدينها والله سوتها بنت العمة ونسف...

صوت صرختها المدويّة علت بالمكان وسط الضحكات المجلجلة لما ضرب الفنجان ظهره بكل قوة وتركه ينهار بوجع بينما شاهييّن يناظره بحدة : ما تعلمت تلزم السر بحلقك أنت ؟

تلاشى صوته يتأوه بوجع بينما شاهِر إرتسمت على ثُغره إبتسامة خافتة قبل يضرب بعصاه الأرض ويقول بغضب : أنتوا تنسون إن بينكم حدود ! قبل يومين تقولون حن نحسبهم بمقام خواتنا ، بس هذا هم اليوم بين يدينكم زوجة !

حل الصمّت للحظات وهم يتنبأون بخطأهم قبل يكسر ياسين حاجز الصمت ولأول مرة ويقول بصوت هادي به لذعة سخرية فهمها شاهييّن: بس والله ياجد إنك داهييّة ومالك مثيل كأنك حبّست هالصقر في القفص الذهبي بكل قوة بعدما قال إنه مقفل وأسواره من حديد ما تلائم قوته!

أبتسم شاهِر ورفع كتوفه لما شيّد حرب لكلام ياسين : إي بالله ياجد الي ما توقعناه صار بسبب يدينك،منت بهين!

ناظر لشاهييّن الصامت بينما نظراته ساخِرة وقال بضحكة هادئة على لذوعة سخرية أحفاده لبعضهم بطريقة مُبطنة هو بذاته ماغفل عنها : أنا ما بيدي عصا موسى ، ويديني لحم وعظم ماهي جناح وريّش لأجل أروض الكايدات وغيري رافض ترويضها!


-
غمز له حرب بطريقة كوميدية وهو يقول بضحكة : يعني شاهييّن كان راغب ، هو بس كان يبي أحد يفتح له الباب صح ؟

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن