كان دنياه وعالمه كله حدود الملعب الرياضي كيف ينجبر يطرد نفسه من عالمه ولا يضيق به كونه ؟ ولكنه إعتاد من صغره إن شاهِر يكون أول أولوياته ضيقه وفرحه وحزنه وعتابه قبل حتى حرب نفسه ! لذلك تجاهل كل شيء وبما في ذلك مستقبله ولبّى شاهِر ! قال وهو يدعي عدم الإهتمام بضحكة : توقيف عن اللعب كم مباراة وغرامة خمسة آلاف ماهي بهينة بس تهون لعيون جديسكت للحظات وهو ملاحظ كل الضيق الي يحاول يخبيه حرب ولكنه واضح لعيونه وضوح الشمس وتنهد وهو يصد عنه ولكن سرعان ما أبتسم بخفوت لما أقترب حرب وقبّل رأسه بإبتسامة: صحيح مالي منك غير خمسة أيام بس كيف الحال يا الكبيّر
هز رأسه بإيجاب وهو يربت على كتفه وألتفتو كلهم لضربات العصا الغاضبة هالمرة والي كانت صادرة من شاهِر اللي يرمقهم بكل غضب ، أنفجع حرب ومشى على عجل بينما شاهيّن تنهد ومشى وهو يقترب من شاهِر ويمشي وهو يجاريّه بالخطوات يمشي بمحاذاته برغم الغضب الي بينهم لبعض ، بينما حرب كان يمشي خلفهم بخطوتين وهو يشد على كفوف يده .. كموقف يُكرر ويعاد تطبيقه من طفولتهم ومن سنين طويلة
شاهييّن اللي لو يحرق ويضرب ويهّد حيل ويكسر كلمة يمشي جنب شاهِر ولا يهمه أحد ولا ينهز له شعرة، بينما حرب كان عكسه تماماً كان أبسط شيء يضايق قلب شاهِر منه يتركه يتراجع للخلف بحياء ويترك خطوات بينهم لين ينجلي الضيّق .. تعودوا على هالمواقف وتعودت الطُرق على مشييّهم لدرجة حتى المسافات تصير بينهم لامرهم ضيَق
-تحت العريش .. سقفه سعّف وقاعه بسّاط بسيط
يفترشون الأرض حُب وأُلفة ويتلحفون نجوم السمّاء في ليلة يطغى عليها ضوء القمر اللي ما غارت عليه الغيوم هالليلة وتركت له الحرية بالظهور ونشر ضوءه لكل شبر بهالأرض
يطّغى على سكون الليل وبديرة الليل ضحكاتهم العائلية ، سوالفهم الرحبّة ، ووجودهم اللي يزيد أُلفتهم
برغم كل تباعدهم وضيّقهم ، برغم اللي بقلوبهم والوجع المتراكم من سنين طويلة ،قرروا هالليلة يخضعون ويتركون بقلوبهم " الحب " وبس !
الجدة " مودة " اللي جالسة بالوسط ومن حوالينها بنتها وأحفادها ، والي من بعد صلاة التراويح فرشو بساطهم وزيّنو أرضهم بالحلا والتّمر ورائحة القهوة تداعب أنوفهم وتربك قلوبهم ، في ظل ضحكاتهم ما أنتبّهو لخطوات شاهِر واللي من تقدم وخطى خطواته لهم شقت إبتسامة طاهرة طريقها من بين تجاعيد وجهه وأخذ ينقل نظراته بينهم وقلبه يرتجف بضحكة
يناظر "ياسين "اللي ضاق الكون فيه وهو يرجى وصله وهو بوسط بيته ولكنه كان عاجز لإن هالرجل يحب ينزوي بزاوية خاصة فيه ستة وعشرين سنة من وجوده على هالحياة وصخبها برغم ذلك كان الهدوء عنوانه كان يحب يكون لوحده ولحاله!بجنبه أخوه المدلل والشخص العفوي اللي ضحكاته تنشرى " هارُون " الحفيد الوحيد اللي مرضيّه طوال الثلاثة عشر سنة الي عاشها تحت ظله ،يناظر ل " غالب " حفيّده اللي أهلك قلبه بُبعده والي هادّ حيله بحقده وغضبه عليهم والي حتى السنيّن ماتركت هالضيق يتلاشى !
ينقل أنظاره ل " غرُور " حفيّدته العاصية الكايّدة مثل ما سمتها جدتها واللي لها شخصية غالب وكإنه نسخ نفسه فيها ! ويبتسم ل " غُفران " الهادئة اللي تجلس بجنب أختها بصمت شديد ، وتتزايد البسّمة بشكل هائل وصريح لما لمح " تناهيّد " واللي آخيراً زارت مجالسهم ، آخيراً زينت المكان بحضورها ! وتتراكم التناهيّد بقلبه لما لمح " أهداب " اللي جالسة بعيدة عنهم وهي ما تبتعد إلا من ضيّق !