الجزء الخامس عشر

10.2K 126 169
                                    


-
دقيقة تِبعها سيل من الدقائق !
إنتهى بهم المطاف في دائرة الصمت من جديد يحتويهم سقف السيارة !
لحظة واحدة فقط كانت الفاصلة قبل أن يصدح بالجو ضحكة مُجلجلة هزت أركان السيارة في وقت مُضطرب وغير مناسب أبداً !
ولكنه كان غير عاجز عن كبحها أكثر ذلك يتعدى طاقته !

إلتفت بعدها لشاهييّن الذي يلقي عليها نظراته المغتاضة : دخلنا أنت الشاهد وأنا العريس ، وخرجنا أنا الشاهد وأنت العريس .. ياعجب التصارييَف يابن عسّاف !

إلتزم الصمت بينما ضحكة زِناد ما خفتت من هول الموقف وطريقة الزواج وكيف آل الوضع له !
بخضم خوفهم ونضوج رعبهم يقف بمنتصف الطريق وهي من خلفه بشُموخ لطالما عُرف عنهم وأمام غالب الذي يكاد يتهاوى من الخوف ولحظة لمحها كاد أن يتقدم لها لولا إن صوت شاهييّن الهادي قطع عليه التقدم نصَف خطوة حتى : ولد العم أولى ببنت عمه ياغالبّ !

قال هالجملة وكأنه يقطع الشك باليقين وينهي الموضوع قبل أن يكتب غالب حرف واحد على السطر ! لولا إن هالجملة أستنفرت كل حواسه وجحظت عينه بصدمة حتى إنه وقف بغضب بعكس هوانه قبل لحظات بسيطة وهو يحاول ينتزعها من خلف ظهره لما لمحها وجنون الأرض كلهم يرقصون شماتة على حالها
: أنت تسمع لسانك وش يقول ياشاهيّن؟

⁃ كأنك تقصد كلامي عن زواجي ببنت عمي فأسمع وأقول وبعيد أقول لأجل كذا خلنا نقصر الشر ونحل المسألة بين آل جلوي وينتهي الموضوع في مهده !
⁃ أي مهد تتكلم عنه ياشاهييّن ؟ كان بيدك حل مثل هالحل ليه ما أشهرته بوجه شاهِر قبل يشهر سلاحه ؟ وش صار علمني ؟ وش حصّل بهالدقيقة بس لأجل تجي وتقول خلاص أنا بعتقها ! هاتّها علمني وش سويت لها ، وش سوييت فهمني
⁃ الي حصل إنه أنتهى وقت الجنون يا غالِب ، ورجع لنا العقل اللي دمره الموقف، غَرور بعد دقايّق بتكون زوجتي وأنت بتكون ولي أمرها بهالزواج
⁃ تخسى وتعقب يا شاهييّن ! تبي تذلها صح؟تبي تتلذذ بقهرها ووجعها ؟ تبي ترد لي الصاع صاعييّن وتلوي يميني نفس ما لويت يمينك ؟ والله ما أعطيك مُناك لو أتركها ببيت صاحبك بيديني !

- يا غالب ، ينتهي الموضوع لا تركت آخره نقطة لا يلوح ببالك إنها فاصلة لأجل تكمل الكلام !
- مهب بأنتي اللي ينتهي آخر الكلام عندك وكأن حكيك حد سيّف يا شاهييّن ، للحين ما ألتئم كسر ظهرك وتبي توجعني ب نفس الجرح؟ تبي تكسّر ظهري ببنتي نكال لي ولسوايايي ، ما أنتهى حقدك ؟ حقدك الي وجبَ عليك توجهه لجدك ماهو بلي ! غرُور مارح تكون لك حليلة إلا وأنا بقبري ياشاهييّن فإن كان ودك بها إنتظر لين أموت - أشار لزِناد برتابة - وأنت تحرك ما نحتاج منه يكون شاهِد عيال الشيخ يكفون !

زِناد رفع رأسه وتأمل الهُدوء المحيط بتعابير وجع شاهييّن بالرغم من كلامه الحاد وبالرغم من القنبلة اللي تندفع بقوة من أمامه وكأنه بقي على إنفجاره لحظة وحدة بس ! إستنكر عليه هدوءه وبروده بهالوقت اللي كان ينتظر منه إنفجار يدمر مادونه وتحته ! وكأن أُلقي عليه تعويذة تركته يحتضن الهدوء ويتلحف به !
نظرات شاهييّن اللي كان مضمونها ( إنتهى دورك بالمسرحية ) أجبرته يقف وقفة مُحايدة وهو يثبت يدينه خّلف ظهره بصمت غير عابىء بغالب اللي بدأ يسحبه من كتفه وشياطينه تتقافز أمامهم بفخر ! صرخ غالب من حُر مافيه وهو يقول بنبرة غاضبة : غرُور مارح تكون لك ياشاهييّن ، مارح تكون طرف بلعبة وأنت وجدك أصحابها

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن