الجزء الثالث والعشرون

9.3K 110 96
                                    


-
مالقى جواب وهالجسد الصغير اللي ما قدر يستكشف هويته ويحددها نظراً لطبيعة جسده الهزيلة والضعيفة اللي يتسّم بها بعض عيال الليل ، هالجسد الضئيل مازال يُقاوم بكل غضب وجمُوح ، فإضطر إنه يثبّته بكل قوة إنتهت بسبب المقاومة وهمس بأنفاس حارة من الغضب : وش الفعل الي سواه لأجل يستاهل الموت بيدينك علمني ؟ من أنت يامجهول الهوية؟ من أنت وموتك على يديني هالليلة !

نزع القلنسوة بكل حدة وعقد حواجبه بصدمة وجفّ رِيقه بذهول وهو يظن إنه يتوهم فعلاً هاللحظة أو إن إضاءة الحي كالعادة تخونه مع هذا الشبّح !
كيف ممكن تحمل هالعيون الرقيقة نظرات الحقد والرغبة بالقتل !
عجز يستوعب الموقف فسحب اللثمة السُوداء الي تخفي باقي التفاصيّل ، وتأملها بدهشة حتى شحب وجهه
هالجسّد الضئيل الُمرتعش بين ذراعينه والمُكبل بكل وحشيّة كان .. لأُنثى !

شحيحة النوم وكريمة الأرق .. كانت أُنثى

أسبّل أهدابه بعدم إستيَعاب ولا قدر يتحرك خطوة وحدة من مكانه أو حتى يضم يدينه له الي مازالت تكبّلها عن التحرك ! كان يتنفس بإضطراب ونظراته الشاخصة شاهِدة على صدمته وعدم قدرته على التزحزح من مكانه

من هي ؟ وما الذنب الذي أقترفه حفيّد شاهِر بحقها لتقتص منه بقتله ؟ وتُعلن أخذها بثآرها قبل شهر من إقدامها عليه !

إستغلت صدمته ودفعته عنها بكل قوة وهي تتنفس بغضب وتناظره بحدة مخيفة عجز يصدق إن هذه النظرات ممكن تكون لأنثى بيوم من الأيام !
إنحنت تلتقط الخنجر ورفعت عيونه تكمل مسيرة النظرات الحافلة بالحقد والغضب الأسود وهي تتمتم بكل ما أوتيت من كُره بجوفها : شاهييّن أكثر شخص يستحق الموت على وجه هالأرّض ! والله ما يبرد لي جوف لين يسيل دمه بين كفوف يديني مثل ما سال دم الصقر عليها !

إرتجافة صوتها الخائف برغم قوتها وإنكشافها أمامه وإحتجازها القريب منه كان دليل إنها موجوعة بشدة ، ولكن من صاحبة هالوجع المخيف عجز يحدد؟

كيف إختفت أمامه وهو عاجز حتى ينطق بحرف واحد أو يتزعزع ولو بمقدار إنّش بسيط ؟ كيف طارت وكأنها فعلاً من فصيلة الطيور وشاهييّن كان طرف بقضية معها ؟ معقولة شاهييّن له دين وثأر عند طيور فعلاً ؟ ولا كيف عندها القدرة على التلاشي بلمح البصر ؟

ابتلع بقايا رِيقه يمسح على وجهه يداري صدمته وذهوله الي أخترق جوفه وتركه حائر ، مذهول ، ومصعوق

-
أخذ يجلس على عتبّة بوابة الجهنمية يوزع النظرات للمكان حتى لمح سِوار أسود مُلتف بلؤلؤ أبيض تذكر إنه سمع صوت صدى إرتطامة بالأرض لما كانت تقاومه بكل قوة ، ملأ العتب والندم فؤاده على عدم إدراكه إنها أُنثى من اللحظة الي أستقر فيها جسده الضخم عند جسدها الضئيل جداً و وأنقهر إنه أقترب منها للدرجة ولكن يبّقى جاهل بهويتها فما كان عليه عتبّ !

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن