-
مالقى جواب وهالجسد الصغير اللي ما قدر يستكشف هويته ويحددها نظراً لطبيعة جسده الهزيلة والضعيفة اللي يتسّم بها بعض عيال الليل ، هالجسد الضئيل مازال يُقاوم بكل غضب وجمُوح ، فإضطر إنه يثبّته بكل قوة إنتهت بسبب المقاومة وهمس بأنفاس حارة من الغضب : وش الفعل الي سواه لأجل يستاهل الموت بيدينك علمني ؟ من أنت يامجهول الهوية؟ من أنت وموتك على يديني هالليلة !نزع القلنسوة بكل حدة وعقد حواجبه بصدمة وجفّ رِيقه بذهول وهو يظن إنه يتوهم فعلاً هاللحظة أو إن إضاءة الحي كالعادة تخونه مع هذا الشبّح !
كيف ممكن تحمل هالعيون الرقيقة نظرات الحقد والرغبة بالقتل !
عجز يستوعب الموقف فسحب اللثمة السُوداء الي تخفي باقي التفاصيّل ، وتأملها بدهشة حتى شحب وجهه
هالجسّد الضئيل الُمرتعش بين ذراعينه والمُكبل بكل وحشيّة كان .. لأُنثى !شحيحة النوم وكريمة الأرق .. كانت أُنثى
أسبّل أهدابه بعدم إستيَعاب ولا قدر يتحرك خطوة وحدة من مكانه أو حتى يضم يدينه له الي مازالت تكبّلها عن التحرك ! كان يتنفس بإضطراب ونظراته الشاخصة شاهِدة على صدمته وعدم قدرته على التزحزح من مكانه
من هي ؟ وما الذنب الذي أقترفه حفيّد شاهِر بحقها لتقتص منه بقتله ؟ وتُعلن أخذها بثآرها قبل شهر من إقدامها عليه !
إستغلت صدمته ودفعته عنها بكل قوة وهي تتنفس بغضب وتناظره بحدة مخيفة عجز يصدق إن هذه النظرات ممكن تكون لأنثى بيوم من الأيام !
إنحنت تلتقط الخنجر ورفعت عيونه تكمل مسيرة النظرات الحافلة بالحقد والغضب الأسود وهي تتمتم بكل ما أوتيت من كُره بجوفها : شاهييّن أكثر شخص يستحق الموت على وجه هالأرّض ! والله ما يبرد لي جوف لين يسيل دمه بين كفوف يديني مثل ما سال دم الصقر عليها !إرتجافة صوتها الخائف برغم قوتها وإنكشافها أمامه وإحتجازها القريب منه كان دليل إنها موجوعة بشدة ، ولكن من صاحبة هالوجع المخيف عجز يحدد؟
كيف إختفت أمامه وهو عاجز حتى ينطق بحرف واحد أو يتزعزع ولو بمقدار إنّش بسيط ؟ كيف طارت وكأنها فعلاً من فصيلة الطيور وشاهييّن كان طرف بقضية معها ؟ معقولة شاهييّن له دين وثأر عند طيور فعلاً ؟ ولا كيف عندها القدرة على التلاشي بلمح البصر ؟
ابتلع بقايا رِيقه يمسح على وجهه يداري صدمته وذهوله الي أخترق جوفه وتركه حائر ، مذهول ، ومصعوق
-
أخذ يجلس على عتبّة بوابة الجهنمية يوزع النظرات للمكان حتى لمح سِوار أسود مُلتف بلؤلؤ أبيض تذكر إنه سمع صوت صدى إرتطامة بالأرض لما كانت تقاومه بكل قوة ، ملأ العتب والندم فؤاده على عدم إدراكه إنها أُنثى من اللحظة الي أستقر فيها جسده الضخم عند جسدها الضئيل جداً و وأنقهر إنه أقترب منها للدرجة ولكن يبّقى جاهل بهويتها فما كان عليه عتبّ !