الجزء الخمسة والثلاثون

9.8K 111 87
                                    


-
رفعت رأسها تراقب إستنكاره لتفاصيل تصرفاتها طوال اليوم وأخذت تبتسم تخفي توترها وهي تأشر على السرير : وجهك مُرهق يا ياسيّن ، أنت إستّرح وأنا برتب ملابسي

ناظرها بإرهاق فعلاً بعدما تخلى عن إستنكاره وهمّس بوجل : ماودك أبقى معك؟ أرتب أو..

هزت رأسها بإصرار رافض وهي تأشر على السرير : أنت إستّرح وأنا بكمل نواقصي

أعاد نظراته الوجلة وسأل من جديد : طيب أنتي متضايقة أو متوجعة ، أرهقتك الرسـ..

تنهدت بإستياء واضح هالمرة وأخذت تأشر على الشرير بصمت شديد فكتم ضيّقه بجدارة وأبتسم بحنية وهو يهز رأسه بخفوت : لطالما قدرتي تسيّريني على كيفك يا صغيرة

أبتسمت بحلاوة بعيداً عن إستيائها وهو فعلاً إستجاب لمطالب جسده المرهق قبل مطالبها وأنسدح على السرير الوثير حتى غاص جسده في أعمق قاع للنوم يطلب الراحة فعلاً ، بينما هي جلست على الجانب الثاني من السرير تراقبه بصمت شديد ونظراتها كانت .. كانِت متوجعة فعلاً !
-
-
في منتصف الطريق يقف ، وبين شعوريّن في هذه اللحظة يتأرجح ، بين القنوط والإحباط
والعطف والسعادة يراقبها وهو يكتم تنهيّدات يائسة بصُعوبة ، ضرب كف بكف بحركة متحسرة وضمها لحجره وغمغم بإحباط : كفاك الله مثل هالليالي يا غالبّ ، في أيام عسّلك تتقلب على بصل ، وبدلاً من مشاعر اللهفة الي تنتظرها جالس وكأنك مع ربّعك تتأمل وجيه اللاعبين بالملعب بديت أحس إني ذكر بط صدق !

ألتفتت له بإستغراب وهي تزيّح الوسادة الصغيرة عن حجرها وتناظره بإرتبّاك : غالب قلت شيء ؟ ودك بشيء ؟ إنزعجت مني ؟

أضطربت دقات قلبه بسبب خوفها وإرتبّاكها وشتم نفسه على تعجله وصوته العالي فرسم إبتسامة مضمرة على ثغره وهو يهز رأسه بالنفي : أبّد ياهدب لا أنزعج منك ولا أضيّق

أبتسمت بمودة وهزت رأسها بإيجاب وتعود لتعتدل بجلستها بصمت وتوتر بدأت المباراة قبل خمسين دقيقة من الآن وأنتهى فيها شوط وبدأ شوط ثاني و"الحسم " للآن ماظهر والنتيجة تعادل ! قلبها مرتبك بل يطير بين سماوات الفرح والتوتر وهي تشهد ولأول مرة مباراة بحياتها!! ومباراة ماهي ككل المباريات !! مباراة تضم عديل الروح ! لن تنسى قنوطها وضيقها لما علمتها غُفران عن الليلة الي لمحوه فيها بأول مرة بفريق الرعيّد وحلفت لاتعوض هالمرة وفعلاً عوضت ، وبرغم توترها وشجنها كتمت ضحكة ملحة بسبب غالب الي جالس بجنبها ويدينه بحجرة وعلى وجهه تبّان الحسرة والإحباط ، هي فعلاً ماكانت تحاول منع نفسها عنه ولا هضم حق من حقوقه ، هي كانت نعمة بين يدينه لأيام طويلة و جازاها بالجحود والنكران فاُذيق بعدها الحرمان !
-
-
#هوى_ديار_الليل 🎬

١٥٢
-
أيعقل أن تعود له النعمة دون عقاب أو جزاء لنكرانه ؟ ولو كان هالعقاب بسيط جداً كإنها تنام طوال الوقت وتتجاهل شعوره الراغبَ فيها ؟ بشريعة أهداب كان هالعقاب يكفي لذلك أسهبّت فيه وهي تتذكر لما صحته قبل ثلاثة وخمسين دقيقة بالضبّط تهمس له بخفوت حتى رفع رأسه بنعاس شديد وهو يتأملها بشبة وعي حتى رُسمت بسمة غائرة على وجهه ورفع يدينه وربت على وجنتها بلُطف : هذا مساء خير؟

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن