الجزء الواحد والثلاثون

8.3K 108 109
                                    


-
بعد ساعة إنتهوا مِنها الرجال من العشاء اللي أشرف شاهِر بنفسه عليه ، كانوا في حلقة دائرية يراقبون ببسمات بعضها سعيّدة وبعضها حاقدة والبعض كانت الغيرة عنوانها ، يراقبُون أحفاد شاهِر .. ياسيّن الهادىء وغالبّ العاقل يتمايلون بحرفية شديدة والخنجر الطويل يتدلى من يدينهم بكل إتقان في رقصة شعبية كانت معروفة جداً بين أهل الليل ، يراقبهم شاهِر ببسمة فخر
وهو يشد على حزام المسدس الي على كتفه ويدينه تعانق رأس العصا بضحكة لما شاركوهم حرب وهارُون حتى زِناد الي تخلى عن التخفي لما أستأذن أبوه بعد العشاء وغادر محبط لما ما لقى إبنه ، كانوا يلعبون بكل قوة والبسمات تتدلى على وجييّهم بفرحة ماغابت عن أحد منهم
برغم المخفي بقلبّ كل واحد منهم ! حتى حرب الي خرج مع زِناد ضاحك بنقمة ودخل بشرود ماغاب عن عين أحد مع ذلك كان يقاوم هالشعور ويضحك ويساند ياسيّن في فرحة غابت عن محياه

قطع عليه مراقبته وتأمله الحنون صوت شاهييّن الهادي : علامك يابن جلوي تارك الساحة لأحفادك بس ؟ لايكون خذى منك الزمن القوة

ضحك بخفوت يلقي نظرة سريعة للضيوف الي ألتفوا في حلقة دائرية كبيرة حتى إن بعضهم شاركوا باللعب مع العرسان وقال بهدوء : قطعت عهد من سنين طويلة ، ما يرتفع لي خنجر إلا بزواج عيال عسّاف بس وبما إنك تخطيت هالمرحلة
أنسرق حقي باللعب يا شاهيّن ، والله يستر على حقي بزواج حرب

إضطربت نظرات شاهييَن برغم ملامحه الهادئة المتزنة ورسالة جده كانت واضحة ، رسالة غابت عن عقله خلال الأيام السابّقة بكل قوة مع ذلك وتسلخ قلبه وروحه بيد من حديد طرد هالأفكار صوت جده من جديد : وأنت ؟ شاركهم

ناظره بهدوء وهز رأسه بالنفي بكل بساطة ، تنهد شاهِر ورجع يلتفت يتأملهم بينما زِناد قطّع لعبه وتوقف جنب شاهييّن وهو يسأله من بين لهاثه : هاه وش صار على قضيتك ؟ لك إسبوعين متقطع بسببها مرة هنا بسبب هالزواج وأشغاله ومرة مع أهل الجبل !

كتم تنهيّدة مُتعبة وهو يدرك تماماً إنه وصل لآخر مرحلة من التعب والإرهاق وإن كانوا يظنون إنه يرجع ببعض الأيام لغرفته لأجل يرتاح فالكل مخطئ !
-
يرجع لأجل يعيش عذاب أكثر من العذاب الي عاشه فهو تخلى عن السرير ورضى ينام عالأرض مكانها ولكن فكرة إنها قريبة منه
فكرة سلبته النوم بكل لياليه لدرجة وضحت آثاره على وجهه ، بينما هي بلا شعور نائمة مثل ناقة وتتحرك بأريحيتها غير عابئة بالرجل الي يتلوى عذاب بالقرب منها !!! رد بهدوء : بتنحل إن شاء الله ياعقيق - مال صوته للتهكم- كيف ما تنحل وأنت ماشاء الله مثل ذبانة فوق رأسي ورأسهم طوال الوقت تدور وتنبّش وتزعج عقلي ؟

ضحك زِناد وهو يرمقه بطرف عينه : الشرهة ماهيّب عليك ، علي أنا المغيّب عقلياً والي طحت بغرام واحد ماعنده عقل وتركني أتبعه بكل مكان بدون وجهة لدرجة خالفت أبوي ..

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن