-
"يعني أتغطى من جدتي مودة ؟ يعني مايكفي ماعندنا تلفزيون أشوف حلقاتي المفضلة بعدما أنحرمت منها "وقفت وراها تساهيّل وشدت طرف شعرها فضحكت أهداب وأبتسمت غفران بتشفي بينما الموقف كله يمر على عيون تناهيّد بعدم إهتمام : أنا ماقلت لك حجابك لا تشيلينه من على رأسك
ألتفت غرُور لها بحركة سريعة وقبّلت كفوفها بنعومة وهي تناظرها بإبتسامة لعوب : حبيبتي يا سوسو تعرفيني أكثر وحدة ماتحب تشيل حجابها ، بس ماتحسين إني حرام أظلم جدتي لما أحرمها من إنها تتأمل أعجوبة من أعجوبات الدنيا القليلة ؟ كلنا ندري إنه بدل ماهي تروح وتتأمل صنع الله جبتوني أنا لها لأجل تتأملني ، لأجل كذا لاتكونين شحيحة بعطاياك يا سوسو وخليها تتأمل على راحتها
ضحكت تساهيّل مُجبرة من ثقة غرُور واللي هي تعرف إنها بمكانها الصحيح فعلاً ، هالبنت ولو كانت داهية عقل وقلب ، فجمالها هو أكبّر الدواهي اللي تحير قلب الشخص اللي يوقف قدامها ، فلتت خصلة شعرها وأبتعدت وهي تضحك وتقول : ويلك مني يابنت مهابّ
أبتسمت غرُور وهي تعيد عقد شعرها هالمرة بعشوائية وتقول : الويّل منك يتل القلب يايمة ماعرفتي ؟ وبعدين عيال عمي مختفين من البيت
جلست تساهيّل بجنب مودة اللي ضحكت لها
وقالت : مالك عليها قوة هالكايّدة ، تخليك تغيرين قراراتك وأنتي معميةأبتسمت للحظات وتلاشت بسمتها خوف على آخر العنقود لها ، تخاف عليها وحييل
تخاف عليها من غرورها ، ومن الناس الي حولها
لما إنتهى التشفي من قلب غفران رجحت فكرة اللعب معهم كون فعلاً الوقت مايمر بهالصبح ، ورغم إن العطش رح ينال منهم أكبر نيّل بركضهم ولعبهم إلا إنه أتمّوه بأفضل شكل وكالعادة تغلبت غرُور عليهم بكل بساطة ؛كونها أساساً لعبتها المفضلة! وقبل ينفضو من الحوش الخارجي واللي الجلسة ممتَدة على طوله وقفت غُفران بوسط الحوش وتخلت عن رداء الهُدوء تماماً وأخذت تناظِر بغرور الي دائماً بسببها تتخلى عن رداء الصبر : ياويلك مني هالمرة ، وتعرفين الويّل مني مايشبه ويّل تساهيّل!ضحكت غرور ضحكتها المعتادة، الضحكة الي رغم التعب كلها غنج وأنوثة إستنفرت حواس غفران كونها خذتها تحدي،رجعت للخلف عدة خطوات وأخذت تتقدم بكل قوة حتى ركلت الكورة بكل قوة وأختفت الكورة لخلف الحوش مما إضطر غرور للتأفف الضاجر:هذا تحديك،ياليتك وصلتيها للقمر بس
ضحكت أهداب اللي إستندت على جذع النخلة تستعيد أنفاسها وتسترجع طاقتها اللي هُدرت باللعبة بينما غفران إنحنت تمسك مقدمة قدمها بوجع وهي تقول : خطأ،غش الموضوع المفروض إنك مسكتيها
ناظرتها غرُور بطرف عينها ومشت عنها وهي تمتم بضجر:ليه بايعة نفسي لأجل أمسكها من مبتدئة باللعب ؟
وصلت لخلف الحوش وأمام البوابة الأمامية لبيت شاهر وأخذت تتلفت تدور على الكورة بنظراتها ، ومن لمحتها أبتسمت بشيطانية ونواياها إستنفرت على غفران ، قبل إقترابها من محيط الكورة توقفت بخوف وإرتدت خطوة للخلف بشهقة عنيفة وهي ترمش بعدم إستيعاب ، للشخص اللي شاركها نفس ردة الفعل !