الفصل السادس

11.4K 137 187
                                    


لمع سواده ب الدهّشة ، الذهول ، وعدم الإستيعاب
فطنته وقوة نباهته وإنتباهه غادرته بخيانة هاللحظة ، كان يرمّق جده بنظرات وجلة مُستنكرة يحاول يستدرك كلامه يحاول يستوعب محتواه ولكنه عجز .. يالله
رئته هاللحظة أصلاً على وشك الإنفجار من شدة كتم أنفاسه وعجزه عن الإسهاب بالتنفس بشكل طبيعي ، وكأن جمل برّك على صدره لا لا الجمل صغير مقارنة بالشعور الفظ البشع اللي تواقح وجثى على صدره !
وكأن سكون الكون تلاشى وتلبّست قلبه الوحشة ، الوحشة اللي عجز عن تفاديها لدقايّق طويلة
لأول مرة يتعايش مع هالإحتراق اللي يظن إنه بيرديه رماداً ، أيقن إنه هالك لا محالة من شدة وجع هالشعور
مُخيف .. يالله مخيف جداً اللي يعايشه هاللحظة
وكأن الدنيا بهتت ألوانها بلحظة وحدة بس
وتوشحت بالسواد اللي غشى كل مكان
إفترش الصمت المكان بكل قوة ، وصوت تنفس الجد الحاد يقابله رعشة أنفاس شاهييّن

حاول يستدرك نفسه ويلملم شتات روحه بكل طاقته ، ماهو بشاهيّن إن رضخ للوجع هذا للحظة وحدة بس ، هو قاومه وبشدة سنين طويلة
من صبّاه وهو يحاربه ، ولما صار كامل العقل رح يتركه يتغلب عليه رافع راية الإستسلام بكل بساطة ؟ هو موقن إن النهاية كانت بتكون بالطريقة هذي ، ليه لما صارت واقع كان وقع وجعها مضااعف لدرجة عجز يتدارك نفسه بعدها ؟

بعد لحظات بسيَطة رفع رأسه بشموخ تلبّسه ، وتوشح برداء البرود وهو يناظر لجده بجمود
سهل جداً يلبس هالقناع ، تأمل جده بثبات بينما شاهِر تنهد بخفوت : حفيدتي ولد عمها أولى فيها من الغريّب !

قابله رد شاهيّن الهادي واللي يعكس تماماً أشياء غير اللي بداخله : صقر ماهو بغريّب ، صقر أعده لي  أخ

تنهد شاهِر بضيق ماخفى عن عيون شاهيّن وأخذ يدك الأرض بعصاه ويقول بقهر : تسمعني وش أقول ؟ قل أبييها يا شاهيّن لأجل تنتهي هالسالفة
ونريح قلوبنا

ميَل شفايفه بهدوء وعجز يكبَح تنهيدته المُرة كادت تنهي حياته من شدة مرارتها قال شاهر مستدراً الكلام : تفهمني إن الزواج ماهو بدربك ؟

رفع كتفه بعشوائية وقابل رده الصمت اللي أستفزه وضرب الأرض بعصاه بعجز إتجاه هالرجل البارد الجامد ، للحظات كان يظن قلبه مصنوع من حديد ولا حتى أقوى العواصف تقدر تهّده ، كان عاجز يستوعب موقف شاهيّن ،لوهلة توقع إنه بيقدر يسيطر عليه وبتكون خطوة صقر هذي في صالحه لأجل يقنعه بالزواج وتكون غرور له بكل بساطة ، ولكن اللي ماكان مستوعبه شاهر
إن خطوة صقر هذي ، هدمت كل اللي يتوقعه ويظنه !

بنّت أكبر حواجز ولا أي قوة بالأرض قادرة على هدّها قال بسخط وغضب تمكّن من نبرته الحادة : أبوك تنفس هواء هالدنيا وأنا أصغر منك بعشر سنين يا شاهيّن ، ناهيَك إنك جيت وأبوك بنفس عمري يوم جبته
وأنت تعديت هالسنين بالحييل يا بن عسّاف ، تعديتها كثير ياتربية يديني ، إن كان فيه سبب يرضيني علمني به ، وإن كانت أسبابك الواهية نفسها فصدقني الليلة بتكون ملكتك ببنت عمك

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن