الجزء الثاني عشر

10.1K 135 25
                                    

-
مساءً ..
بوسط حُوش شاهِر ، ملتفين بإنبّهار على شاهيّن إللي كاتم ضحكته بصعوبة بسبب أشكالهم المندّهشة ونظراتهم اللي تنطق فضول وذهول
يترقبون كل تصرف له ، وهو كان يضغط بعشوائية على الجوال ويراقبهم مع كل ضغطة كيف ينبّهرون ، لأول مرة يلمحونه على أرض الواقع وهذا أول جوال نقال يقدرون يمسكونه بيدينهم لذلك كان شيء كبيير بالنسبة لهم
يتناقلونه بين يدينهم ويتفحصونه بكل إنبّهار وسط ضحكة جدهم اللي قال : والله ماسوت فينا خير ذي الشركات كأنهم بيأخذون عقول رجالنا بهالجوالات ، الواحد ماعاد بيقدر يسوي شيء وهالبلية بيده

أبتسم بضحكة شاهييّن وقال بهدوء : خلهم على هواهم يا جد ، مالهم غير اللحظات الأولى ينبهرون ومن يتعودون راح صيته

هارُون اللي يقلبه بين يدينه وعيونه تنطق حب قال برجاء : هذا الي ببيع الدنيا عشانه ، لو هو معي لأبدأ أغازل كل بنات خلق الل..
سكت بوجع وأصوات ضحكاتهم إنتشرت بالمكان بسبب دبة العصير اللي رمتها مودة عليه : ما تستحي على وجهك أنت؟ بنات خلق الله لعبة
وبعدين من هو العاقل والرجال الي بيعطي هالبلية لبناته ، اللي يسوي هالسوايا مابه عقل برأسه ، هذي سوايا الكفار يبون يخربون بنات المسلمين ومحد يتبّعهم إلا اللي بيتشبّه فيهم

ضحك غالب على ملامح شاهييّن المدهوشة!

غمز له هارُون وهو يقول بضحكة : تسمع ياشاهييّن ، والله زوجة شاهِر رمتك بالنخاع بدون رمشة عين

قالت بعجل وهي تناظر شاهييّن : لا عسى يومي الأول يا قرة عيني ، ماهو بأنت المقصد أنت سيّد الرجال ولكن ..

أبتسم بخفوت وربت على كتفها وهو يوقف ويقول : داريي بقلبك ياجدة لا توجعين نفسك بالتبرير

وقبلما تتكلم تخطاهم ومشى وسط ضيقها وهي تقول : جعل لساني القص كاني قلت هالحكي وفهمني خطأ ، والله ماودي به غير سالي ويضحك

ضغط على كفها شاهِر وهو يناظر لشاهييّن بنظرات متفحصة بينما هارُون الضاحك وقف وهو يقول : ولا يهمك ياجدة ، رايح أطيب خاطره
وأعطيه جواله اللي من كثر الضيّم بسبب كلامك نسااه

ناظرته بضيَق وهارون ضحك من قلبه بسبب جده اللي كان بيضربه بعصاته لأنه زاد ضيق جدته وركض بأقصى طاقته وهو يتبّع خُطى شاهييّن ويتخطاه حتى أستوقفه أمام باب غرف مهابّ وهو يقول بضحكة : يارجل كان خاطِرك وسيع ، هاللحين من تسمع كلمة تنقلب ملامحك ويضيق صدرك علامك ؟

شاهييّن واللي وقف متجاهل الجلسة بسبب حاجته للتدخين ولا أعطى كلام جدته أهمية وحتى إنه نساه قال : خاطري للحين وسيّع ، بس لو وقفت قدامي زيادة الله أعلم لأي درجة بيضيق

شهقَ هارُون بصدمة وضرب صدره بمسرحية وهو يقول : يا نهار أسود ، وجهي اللي كأنه فلقة قمر يضيَق الصدر ؟ خاف ربك

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن