الجزء الرابع عشر

8.5K 126 63
                                    

-
كان حربّ يتنفس بصعوبة وقلبه يكاد يلفظ النيران المحترقة بداخله وهو يتأمل المنظر البّشع أمامه ! فـ وش أقسى على البدوي من شرفه !
عجز يسترد نفسه وهو يلمح بنت عمّه الصغيرة بكامل بهاءها بشعرها المنثور اللي كان مُحرم عليهم يلمحونه مجرد لمحة ! لشِفاهها المجروحة بشدة ولحظة لمحهم لجرحها خُيل لهم خيالات موجعة للكل !

من الصدمة عجزُوا يزيحون نظرهم عنها من شيّبهم لصغيرهم ! بنت عمّهم بسيارة رجل غريب وغايبّة عن البيت لليلة كاملة ولا رجعت إلا لما أصبّح الصبح، كان لكل هالصدفات مصير واحد بس ! وكلهم يعرفونه ، كلهم ما يجهلونه
ولا يجهله زِناد اللي ماكان بجاهل بقراءة تعابير وجييهم،هالتعابير يعرفها حيّل، تعابير النهاية ! كبّحهم للدمع ووجيهم المحتدة أكبر دليّل !
تسللت رجفة بكل أجسادهم لما صدح صوت شاهييّن الحاد بوسط فوضوية صمتهم : قفلي الباب وتستري

غرُور كانت عاجزة عن التحرك إنش واحد كانت متجمدة مكانها وكأنها نست كيفية التحرك ! لولا إن زِناد من شدة رهبته تدارك الوضع وتقدم وهو يقفل الباب اللي حال بينهم وبينها
وبين صوت شاهِر اللي أخترق سكون المكان وهو يضرب الأرض بعصاته بيدينه اللي ترتجف من شدة العار والوجع : أنـا قتّالها ، والله ما تغرب عليها شمس هاليوم غير وهي في قبرها،والله لايكون موتها الليلة على يدي،الله يسود وجهك يا بنت مهابّ ، الله يسود وجهك كأنك دفنتينا بالتراب بسوااياك يالعاهـ.""الكـلبة ، والله لايكون موتك وغسل عارنا اللي لطخيته على يدي

قال كلامه بهجومية وهو يجر خُطاه لداخل المنزل ، وسط إنهيار غالِب المصعوق على الأرض ويدينه تحتضن رأسه بوجع تام أخترق سكون تفكيره ، قدرته على كبّح الدموع والحفاظ على صورته الرجولية تلاشت ، أي قوة بتتحمل كل هالحِمل،سواة غرُور والأعظم قتلها قدام عيونه بدون ما يقدر يحرك طرف إصبع !
بنته اللي قضى عمره كله في سبيّل دلالها وسماع ضحكاتها بعد لحظات بيُسفك دمها أمام عينه ولا يقدر ينبس ببنت شفة،كل الي بيده يستمتع وهو يشوفها تنقتل بصمت شديد
تفجرت الدموع من محاجر عيونه بهجومية شديدة لدرجة غرقت شنبه وهو يضغط على رأسه يندب حظه اللي عجز يوقف بصفه هاللحظة
بدأ يهز جسده وهو يرتجف وسط نظرات أحفاد اللي أشاحو بنظرهم عنه بقهر وضيّق حال وقلب
وش بيدينهم ؟ غرُور تخطت حد ما وراه غير الموت،الموت وبس ! حتى التبرير مارح يكون له سمع عندهم
ووجبّ قتلها بقاموسهم قبل ينعرف بسواتها بيّن أهل الليل !
دقايَق طويلة كان الصمت يحيط فيهم ، بين رجفة ودموع وقهر رجولي،وآه من القهر لا سكن قلوب الرجال المنيّعة !

زِناد عاجز يتحرك من مكانه والصمت محتويه بسبب صدمة الموقف الي تعرض لها ، بينما يراقب الوجوم الي يحط فيهم
يراقب شاهييّن المسّود وجهه ، واللي نزع عن رأسه غترته وهو يرميّها على الأرض ويفتح أزرار ثوبه لعله يلقى لصدره متنفس ولكن عبّث لوهلة تمنّى لو لـ صدره أزرار يقدر يفتحها لأجل يحرر النار الي عثت بصدرع فساد !
وينتقل بنظراته لأخوها اللي خار صاعقاً على الأرض غير عابىء بنظراتهم لصوت بكاءه المسموع وكأنه يتيّم فقد أمه هاللحظة !

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن