الفصل التاسع

3K 227 21
                                    

الفصل التاسع 

بعد أن انهى محاضراته قام بالاتصال بوالده وعلم منه أنه في الشركة فأخبره أنه يريد التحدث معه في أمر هام بعيداً عن المنزل، اخبره مؤنس أنه في انتظاره، ركب سيارته متوجهاً إلي الشركة والتي بالمناسبة لم يذهب إليها سوى مرة واحدة عكس أخيه الذي كان يذهب من وقت لآخر ليتعلم من والده أمور العمل، منذ أن وصل إلي الشركة وجميع الموظفين يرحبون به علي أساس أنه أخوه وأيضاً لاحظ نظرات الاستغراب منهم بسبب اختلاف ملابسة عن أخيه والذي كان يأتي دائما مرتدين بدلته الرسمية عكس ما يرتدي الان من قميص و بنطال من خام الچينيز، وقف أمام السكرتيرة يتساءل بهدوء :

- مؤنس بيه جوه

رفعت أنظارها إليه وهي تقول بعملية :

- ايوه يا أستاذ مراد وفي انتظارك 

ألقي عليها الابتسامة الساخرة ذاتها التي نظر بها إلي جميع الموظفين دون أن يكلف نفسه ويخبرهم أنه جاسر ومن ثم دخل إلى المكتب، وجد والده يجلس على مكتبه ينهي بعض الأعمال فاتجه يجلس على الكرسي المجاور للمكتب وهو يقول بسخرية :

- كل الموظفين بره فاكرين أن أنا مراد مش جاسر، هو للدرجة دي ميعرفونيش 

ابتسم مؤنس بسخرية وهو ينهض من على كرسيه ويقول بنفس النبرة الساخرة :

- ما لو الاستاذ بيجي الشركة كان الموظفين عرفوه ، لكن اقول اي بقي 

نهض جاسر من علي الكرسي يتحرك خلفه وهو يقول محاولاً الهروب من التحدث في هذا الأمر :

- يا بابا ما انت عارف إني مبحبش جو إدارة الشركات ده  مش سكتي ، وبعدين ما اهو من ساعة ما اتشاركت أنت وعمي سراج وعمي ماجد وهما بيساعدوك ومعاك كمان خالد وشويه و مراد هيبقي معاكم 

حرك مؤنس رأسه بيأس، رأس ابنه صلب ولن يقدر على إقناعه فهتف بقلة حيلة :

- أنا عارف كويس إني مش هقدر اخليك ترجع عن اللي في دماغك، خليك في التجارة والحسابات بتاعتك لما اشوف هتوصلك لأي، المهم كنت عايزني في ايه 

جلس مؤنس على الأريكة وجلس جاسر بجانبه وهو يقول برجاء :

- مراد ، مراد بقاله تلات أيام حضرتك مانعه من الخروج من البيت، وانا شايف انه مش غلطان يا بابا بصراحة واي حد مكانه كان هيعمل كده ، فأنا يعني بخاطب القلب الطيب اللي جواك ولو ينفع تفك حبسه 

تنفس بعمق يفكر في حديث ابنه والذي يمتلك قدرة في الإقناع يتمنى أن تكون لديه يوم ، حرك كتفه بقلة حيلة فمثل العادة يقدر عليه هذا الشقي :

- بصراحة معاك حق يا جاسر، أنا بس اللي ضايقني أن مراد مندفع عصبي ، وعصبيته دي ممكن تودي في داهية ، خلاص لما تروح قوله إن هو يقدر يخرج من تاني

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن