الفصل الرابع

3.2K 222 41
                                    

الفصل الرابع

منذ عودتهم من المطار بعد توصيلها، ظل كل منهم حبيس غرفته يرفض التحدث لأي شخص، يشعران أنهم خسروا جزء كبير في حياتهم بسفرها ولا يعلموا متى ستعود ، حاولت حنان بكل الطرق معهم حتى يخرجوا من غرفتهم ولكن فشلت فقط خرجوا لتوديع تسنيم وعادوا لغرفتهم مرة آخرى

في اليوم التالي، كان يجلس في غرفته يتذكر وداعهم لها في المطار و احتضانه لها، كان يريد أن لا يتركها سواء هو أو مراد الذي لا ينكر هو الآخر أنه تعلق بها كثيرا وأصبحت أكثر من مجرد صديقه، أفاق من تلك الذكرى علي اقتحام مراد للغرفة وهو يقول فرحاً :

-بتول اتصلت

نهض جاسر من علي الفراش سريعاً دون أن يستمع لكلمة آخري ينزل إلي الأسفل وجد والدته تتحدث معها مكالمة فيديو ، سحب الاثنان الهاتف من يدها سريعا يهتفان باشتياق :

-وحشتينا اوي يا بتول، عامله اي طمنينا عليكي، مرتاحه في المكان الي أنتِ فيه

ضحك كل من حنان و جميلة عليهم رغم أنه لم يمر علي فراقهم سوى ساعات معدودة، وأجابتهم بتول بسعادة لمحادثتهم :

-أنا كويسه الحمد لله، انتو كمان وحشتوني اوي ونفسي ارجعلكم، أنا مش متحمسه للمكان اللي انا فيه ده وعايزه تبقوا جنبي

ادمعت عيني كل من مراد وجاسر ولكن حاولا التماسك خاصة مراد الذي هتف محاول أن يهون عليها الأمر :

-معلش يا بتول كلها شويه والإجازة تيجي، و ممكن نقنع بابا اننا نجيلك

هنا تبدلت حالتها و أصبحت أكثر حماسة وسعاده وهي تقول :

-بجد يا مراد، ياريت بجد تيجوا

أومأ له مراد إيجابا مؤكده :

-ايوه والله، وبعدين أنتِ عرفتي منين بقي إني مراد

ابتسمت له بتول بحرج وهي تخبره :

-من تسريحه شعرك، انتو الاتنين بتعملو تسريحه عكس بعض

ضحكت حنان وهي تقول بعدم تصديق :

-البت دي بتركز في تفاصيلكم أكتر ما انا ما بعمل، ابقي عرفيني بتعمليها ازاي يا بتول

اومأت لها بتول إيجابا و هذه المرة وجه جاسر حديثه إلى جميلة وهو يقول باشتياق :

-وحشتيني اوي يا ميس جميلة

- أنت كمان وحشتني يا جاسر، عايزاك تبقي قوي زي ما اتعودت منك وتركز في مذاكرتك فاهم

أومأ لها إيجابا يوعدها انه سيحقق الدرجات النهائية في الاختبار القادم، انهي مكالمة الهاتف على وعد أن يتحدث مرة أخرى قريبا، احتضنتهم حنان وهي تقول بهدوء:

-يلا انتو الاتنين كل واحد يطلع ياخد دش ويغير هدومه علشان بابا مجهز ليكم خروجه حلوة

نهض الاثنان بحماس و صعد كل منهم الي غرفته حتى يستعد

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن