الفصل الثالث ( النوفيلا )

1.2K 85 21
                                    

الفصل الثالث

كان دخوله للمنزل أشبه بكارثة هبطت عليهم من السماء دون حساب ، كارثة سوف يتأثر بها جميع الموجودين بلا استثناء وكان أولهم الثنائي الذي كان يجلس على الأريكة في هدوء انقلب إلي صدمة من تواجدهما هنا وجعل تسنيم تشعر ببوادر عراك جديد سوف يحدث

نهضت من جانبه متقدمة ناحيتهما مرحبة بهما ولازالت الصدمة مسيطرة عليها ولا تفهم شئ :

- أزيك يا مها أي المفاجأة دي ، انتوا عرفتوا ازاي إننا هنا

- أنا اللي قولتلهم يا تسنيم 

وقبل أن ترد عليها جاء ذلك الصوت من عند إحدي الغرف وجعل الجميع يلتفت إليه والذي لم يكن سوى مؤنس ، حسناً لقد خرج الأمر عن السيطرة تماماً فكيف يفعل ذلك بكل بساطة وهو يعرف مدى حساسية الأمر بالنسبة لعبدالرحمن وأنه يرفض تواجد هشام بالقرب من زوجته بأي شكل كان

توجه ناحيتهم يرحب بذلك الواقف يشعر بالاحراج والغربة كذلك فهو من الأساس لم يكن يريد القدوم إلي هنا فقط كان يريد قضاء إجازة هادئة مع عائلته في المزرعة الخاصة بوالد مها والتي كان اشتراها قبل وفاته بفترة ، وتفاجئ من إتصال مؤنس به و إخباره أنه يريده أن يأتي وقضاء الشهر الكريم معهم و أيضاً للقضاء على أي خلاف قديم وعندما علم بتواجده عنه كان السبب الرئيسي الذي جعل مؤنس يغير مخطط الشهر بالكامل ، الأمر الذي رفضه هشام ومها كذلك ولكن أصر مؤنس عليهما كثيراً و أخبره أنه يشعر بالذنب اتجاهه ويريد إصلاح كافة الأمور

شرح لهم مؤنس الأمر بالكامل الأمر الذي جعل عبد الرحمن يفقد صوابه لا يصدق أن حماه العزيز مستمر في فعل كل ما يضايقه بهذا الشكل و هتف رافضاً الأمر تماماً :

- حضرتك أكيد بتهزر ياعمي ، أنا مستحيل اقعد أنا ومراتي في مكان واحد معاه

حرك رأسه نفياً ببرود وهو يقول مؤكداً الأمر :

- لا مش بهزر يا عبد الرحمن ، و أوضتهم جاهزة في الدور اللي تحت و هيقعدوا فيها

حاولت تسنيم حل ذلك الأمر حتى لا تسوء الأمور أكثر بقولها :

- خلاص يا بابا لو حضرتك عايز هما ممكن يجيوا ويفطروا معانا و نقضي كام يوم سوى

- أنا اللي عندي قولته يا تسنيم و مش هيتغير فيه حاجة

هنا فقد عبد الرحمن أعصابه تماماً وضرب الطاولة بقبضة يده بطريقة أفزعت الاطفال و جميع الموجودين ، أشارت تسنيم سريعاً لعز الدين حتي يأخذ جميع الأطفال للخارج و بالفعل فعل ذلك ، وقف عبد الرحمن في مواجهته وهو يصرخ بانفعال :

- أنت بتعاند معايا كده ليه ، خلاص مش لاقي حاجة تضايقني بيها علشان تجيبه يقعد معايا في نفس البيت وعلى نفس السفرة كمان

وكان رد مؤنس عليه بنبرة عالية وصلت للجالسين في الأعلى وهو يقول :

- صوتك ميعلاش عليا ، و اللي مش عجبه كلامي يخبط راسه في الحيط سامع

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن