الفصل الثالث عشر

2.6K 203 15
                                    

الفصل الثالث عشر

كانت تجلس بجانب خالها تمسك بكف يده بخوف في إنتظار أن ينتهي الطبيب من فحصه، فبعد أن عرفت أن خالها فقد الوعي خرجت من الحفلة شبه راكضة و خلفها مراد الذي أصر علي إيصالها وأخذ معه هاجر وعمرو حتى لا تعترض علي توصيله إياها وخلال الطريق اتصلت بالطبيب الذي تقع عيادته بجانب المنزل الذي تسكن فيه

كان يقف ثلاثتهم في الخارج في انتظار خروج الطبيب و آلاء التي لم ترغب في ترك خالها طوال فترة فحصه، بمجرد أن خرج تحدث بعملية :

- واضح أن الحج حسين أكل حاجة مسكرة بس بزيادة رفعت السكر وده اللي سبب التشنجات وأنه أغمي عليه

نظر جميعهم إلي مرافق خالها ولكن لم يرغبوا في سؤاله الآن حتى يرحل الطبيب ويطمئنوا علي خالها ، أكمل الطبيب حديثه بهدوء :

- هو أحسن دلوقتي الحمد لله أنا ركبتله محلول، بس لازم بكره يعمل تحاليل سكر علشان نطمن اكتر ، وهو شويه وهيفوق

أومأت له موافقة و أوصله عمرو إلي الباب، دخل الباقي للاطمئنان علي الحج حسين ، كانت جالسه بجانبه تمسك بكف يده تقبلها ودموعها تبلل نقابها ، دخل المرافق إلي الغرفة بخطوات مترددة وهو يهتف معتذراً :

- أنا آسف يا آنسه آلاء ، والله الحج حسين هو اللي أصر ياكل ...

قاطعته آلاء قبل أن يكمل حديثه وهي تقول بنبرة مختنقة من البكاء :

- مفيش داعي للاعتذار أنت ملكش ذنب في حاجه ، ده مقدر ومكتوب ، الحمد لله قدر الله وما شاء فعل وهو كويس خلاص

شعرت بكفه يمسك بكفها فرفعت انظارها سريعاً إلي وجهه وجدته يحاول فتح عينيه حتى نجح في ذلك ، فتح الحج حسين عينيه ينظر حوله وجد آلاء تجلس بجانبه وزملائها يقفون حول الفراش ويبدو عليهم القلق ، حاول الاعتدال فساعدته آلاء ومراد علي ذلك وهو يقول بنبرة قلقة :

- حمدا لله علي سلامتك ياحج حسين، قلقتنا عليك

وضعت آلاء الوسادة خلف ظهره حتى يجلس في وضع مريح، علم من شهقاتها أنها لم تتوقف عن البكاء فهتف مطمئناً إياها :

- أنا كويس أهو يا آلاء بتعيطِ ليه بقي

- علشان خوفتني عليك اوي ، بتعمل فيا كده ليه ، بتختبر معزتك عندي يعني

رسم ابتسامة هادئة علي شفتيه وهو يضع كفه علي وجهها محاولاً أن يهدائها :

- وانا يعني محتاج اختبرك يابنتي ، وبعدين '' قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا '' وأنا اهو كويس قدامك، لسه يومي مجاش

انقبض قلبها من جملته الأخيرة واحضنته بخوف وهي تقول :

- بس بقي بطل الكلام ده أنت مش هيحصلك حاجه

تأثر الواقفين بتلك المشاعر الصادقة بينهم وتعلقها الكبير به خاصه أنها المرة الاول التي يروها بذلك الضعف والخوف ، حمحم عمرو حتى يلفت انتباههم وهو يقول مستأذناً :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن