الفصل الخامس ( النوفيلا)

1.1K 82 21
                                    

الفصل الخامس

في صباح اليوم التالي كان يقف عدي على فراش والده يقفز عليه دون توقف غير مراعياً لذلك النائم بجانبه والذي شعر باهتزاز الفراش أثر تلك القفزات ، فتح عينيه نصف فتحه ورفع رأسه قليلاً حتى تتضح الرؤية أمامه ويعرف سبب تلك الاهتزازات وجده ابنه العزيز هو السبب ، الأمر الذي جعله يقول بنبرة ناعسة ويطرده من الغرفة :

- بس يا عدي كفاية هز في السرير ، أخرج بره عند ماما يلا من هنا

حرك الفتى رأسه نفياً وهو يستمر في القفز ويقول بعناد :

- نأ مش هبطل ، يلا اصحي كفاية نوم

تضايق يوسف من اهتزاز الفراش و حاول أن لا يفقد أعصابه عليه واعتدل في نومته قليلاً وهو يقول بضيق :

- ليه كفاية نوم يعني ورايا اي يا أستاذ عدي علشان تيجي تصحيني

- كده مزاجي

قالها عدي ببساطة وهو يخرج لسانه له و لايزال يقفز على الفراش ، ولكن في لحظة قفز من عليه راكضاً للخارج هروباً من أبيه والذي كان على وشك الامساك به و إبراحه ضرباً على ما فعله ، أمسك الوسادة من جانبه يكتم فيها غيظه وصراخه خاصة عندما وجد أن الساعه لم تأتي الثانية عشر حتى ، نهض من مكانه و أخذ المنشفة متوجهاً للمرحاض الذي بالأسفل ولم يهتم بكل الجالسين والذين كانوا هشام و جاسر و آلاء و أمنية ، أما الباقي فلا يوجد أثر لهم ، عاد إدراجه من جديد للغرفة بعد أن غسل وجهه و بدء في تبديل ملابسه ، في تلك الأثناء دخلت حياة إلي الغرفة والتي قد قابلت عدي وأخبرها باستيقاظه ، توجهت ناحيته تساعده في إغلاق أزرار قميصه وهي تقول بنبرة هادئة :

- صباح الخير يا حبيبي ، مالك صاحي مقريف كده ليه

لا يعرف كم هي المرة التي ينفخ فيها بضيق ولكنه حقا لا يكره في حياته أكثر من أن يوقظه أحد من النوم خاصة أنه غير مشغول لا يوجد شئ يفعله ، لاحظت حياة حالته فتوقعت أن يكون عدي قد ضايقه مثل العادة فهتفت معتذرة :

- شكل عدي عملها معاك من تاني وصحاك ، معلش يا حبيبي عيل صغير و عايزك تقعد معاه يعني ، علشان خاطري خلاص و فك التكشيرة دي بقي

قالت جملتها الأخيرة وهي تقرصه من أنفه تحاول أن تخرجه من تلك الحاله وقد نجحت في الفعل عندما رسمت ابتسامة بسيطة على شفتيه وهتف بهدوء :

- اعمل اي يعني مضطر استحمله علشان زي ابني ، يلا خلينا نخرج نصلي الضهر ونشوف بعدها اي اللي ورانا

أمسكت كف يده وخرجا سوياً للخارج ومن ثم تجمع الجميع في مكان الصلاة لتأدية صلاة الظهر ومن ثم توجهت الفتيات للمطبخ حتى يجهزن الافطار وكانت التقسيمة مثل البارحة ، أما الشباب فقد تجمعوا في غرفة الطعام و قد كان خالد أحضر معه بعض الألعاب من طاولة و شطرنج و كوتشينة و دومينو حتى يتسلوا قليلاً وقد نفعت بالفعل ، فبدأ كل من مراد و يوسف بلعب الطاولة سوياً أما خالد و جاسر فقد بدأ في لعب الدومينو ، أما عبدالرحمن فأمسك هاتفه ينظر إليه بعدم اهتمام فهو لا يعرف سوى لعب الشطرنج ولا أحد هنا يجيدها ، لم يكسر حالته تلك سوى صوت هشام وهو يقول :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن