الفصل الثامن ( النوفيلا)

1.1K 80 23
                                    

الفصل الثامن

مر أربعة أيام أخرى و وصلوا لليلة العاشرة من رمضان ، تحسنت خلالهم صحة أمنية وكذلك بتول و أصبحت تنزل وتجلس معهم من جديد رغم خوف جاسر عليها ولكن في الوقت ذاته لا يريد أن يضيق الخناق عليها أكثر ، اتفقوا على أن يخرجوا جميعهم بعد صلاة التراويح لقضاء بعض الوقت الممتع سوياً ، وافق مؤنس على ذلك وبالفعل في تمام التاسعة كان جميعهم أمام المنزل يستعدون للذهاب وترك الأطفال مع مؤنس و سراج وحنان وعز الدين وهم على أتم الثقة أنه خلال عشر دقائق سوف ينام الجميع مثل المعتاد

اتفقوا على أخذ ثلاث سيارات فقط ، في السيارة الأولي كان كل من تسنيم و عبد الرحمن ومعهم خالد و أمنية ، والسيارة الثانية كان بيها مراد و آلاء ومعهم هشام و مها ، أما السيارة الثالثة فكان بها جاسر و بتول ومعهم يوسف و حياة والذي أصر أن تكون معهم حرصاً إذا تعبت بتول في اي لحظة تكون بجانبها ، تحركت السيارتين خلف سيارة عبد الرحمن والذي يعرف طريق المكان الذي سيذهبون إليها

بعد مرور ساعة كاملة على الطريق كانت مرهقة كثيراً وبسببها كان على وشك تغيير رأيهم والعودة إلى المنزل من جديد ، ولكن نسوا كل ذلك الإرهاق عندما وقعت أعينهم على المكان والذي كان غاية في الجمال وعبارة عن خيم كثيرة في الصحراء و نار موقدة مجتمع حولها عدد كبير من الناس و في أحد الجوانب تعد المأكولات المشوية و بعض الأغاني الهادئة القديمة ، تحمس الجميع للأمر و نزلوا من السيارة سريعاً وكان في استقبالهم شاب في الثلاثين من عمره هتف مرحباً :

- أهلا وسهلا المكان نور ، تحبوا تقعدوا في خيمة لوحدكم

وافقوا على ذلك حتى يكونوا على راحتهم تحركوا ناحية إحدى الخيم ، وجدوها مصممة على نظام جلسة عرب ومزينة بزينة رمضان ، جلس كل واحد بجانب زوجته و من ثم تساءل الشاب من جديد :

- تحبوا تطلبوا اي

اقترح عبد الرحمن أن يطلبوا طعام في البداية فهو لايزال يشعر بالجوع خاصة مع طول الطريق فوافقوا على ذلك ، أخذ الشاب الطلبات وبعد أن خرج علقت أمنية بإعجاب بالمكان :

- المكان تحفو ، وريحة الأكل كمان تفتح النفس

ضحك الجميع عليها بسبب تفكيرها المستمر في الطعام و هتف يوسف بسخرية :

- أنا دلوقتي عرفت عُدي طالع طفس لمين ، ارحمي شوية

ضربته بقبضة يدها على كتفه بغيظ وهي تقول :

- اهو أفضل بصصلي في شوية الأكل اللي باكله لحد ما نفسي تتسد

حرك عبد الرحمن رأسه ينفي حديثها تماماً وهو يقول مشيراً إلي تسنيم :

- اهي دي أكبر كدبة في التاريخ بقي علشان انتوا نفسكم ما بتتسدش ، ده انتوا لو تطولوا تاكلونا مش هتتأخروا

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن