السادس والعشرين

2.2K 163 57
                                    

الفصل الجديد بدري النهاردة اهو علشان صراحته في وقت الفصل مش هكون موجوده وممكن اكسل أنزله بليل

السادس والعشرين

منذ ما يقارب ساعة كاملة وهو يحاول إفاقتها ولكن دون جدوى استخدم معها جميع الطرق ولكن النتيجة هو لا شيء كأنها جسد بلا روح ترفض العودة للحياة فقط تريد أن تريح عقلها وجسدها لساعات أطول ، آخر ما فقد الأمل أتجه إلي المرحاض وقام بإحضار دلواً مليئاً بالماء البارد واتجه ناحيتها بخطوات ثابتة وفي لحظة كان يفرغه عليها

انتفضت من مكانها مفزوعة من فعلته المتهورة تلك و سعلت بقوة ، هدأت قليلاً ومسحت وجهها من قطرات الماء التي عليه والتفتت ناحيته وهي تقول بغضب :

- اي يا عبد الرحمن ده ، حد يصحي حد كده ياخي

ترك القدر علي الأرض وهو يقول بنفاذ صبر :

- أخيراً يا شيخه بقالي ساعه بصحي فيكِ وأنتِ ولا هنا

- هصحي اعمل اي يعني ما أنا أجازه من الشغل وأنت موركش غير الشركة وممكن متروحش ، اصحي اعمل اي بقي وانت عارف أن تعبانة من امبارح

ألقت كلماتها في وجهه بغضب كبير وإنفعال جعله يجلس أمامها علي الفراش يعيد خصلات شعرها المبتل للخلف ووهتف بنبرة هادئة غير لائقة علي الموقف بالمرة وهو يضع كف يده علي وجنتها :

- تعرفي أن شكل عيونك وملامحك بيبقوا حلوين اوي وأنتِ متعصبة كده

نظرت إليه مندهشة من تعليقه المفاجئ والمغير لمجري الحديث تماماً ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فلقد أكمل عبد الرحمن حديثه بقوله :

- عارف انك موركيش حاجه بس أنتِ وحشاني وامبارح كنتِ مشغولة عني طول اليوم ولما رجعني نمتي علي طول فوحشتيني اكتر حتى وأنتِ نايمة جنبي ، عرفتي بقي أنا ليه بصحيكي

ارتسمت ابتسامة سعيدة علي شفتيها وهي تستمع إلى تلك الكلمات التي تزيد من عشقها إليه أكثر وأكثر وتخبرها أنه بالفعل اختيارها منذ البداية كان صحيحاً ، لم تجد حالها سوى وهي تطبع قبلة حانية علي وجنته و تهتف بهدوء :

- طيب أنا مفروض أحبك اي اكتر من كده فهمني ، أنت كمان وحشتني اوي يا عبد الرحمن ببقي نفس أفضل جنبك علي طول علشان اعوض كل لحظة عيشتها وأنا بعيدة عنك

- ربنا يديم وجودك في حياتي ياحبيبتي ، يلا بقي قومي غيري هدومك علشان متخديش برد وبعدين نشوف هنعمل اي في اليوم ده

أومأت له إيجاباً وهي تنهض سريعاً من علي الفراش متوجهة إلي المرحاض للاستحمام وتغير ملابسها وتبدأ يوم جديد بجانبه

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مع أول ضوء للشمس كان مستيقظاً أو بمعني أصح اعتدل في نومته فقط فهو لم يذق طعم النوم منذ ليلة أمس ، كلما أغمض عينيه تتكون في مخيلته صور لأخيه وبتول معاً تجعله ينهض مفزوعاً من نومته ، لا يعرف كيف سيتحمل هذا العذاب وإلى متي ، ظل جالساً في السيارة لا يرغب في الذهاب إلي اي مكان لا المنزل ولا الشركة فقط يريد أن يظل وحيداً بمفرده ، ظل علي هذا الحال حتي الساعة العاشرة لم يجد أي اتصال من والديه أو إخوته فتوقع أن تكون آلاء أخبرت تسنيم بمكانه وهو بالأساس لم يهتم بالأمر ، استمع لرنين هاتفه وكان برقم الحج حسين تردد كثيراً في الرد عليه فهو بالتأكيد سوف يوبخه علي تواجده بهذا الشكل أسفل منزله ، رد علي اتصال وقبل أن ينطق بكلمة واحدة سمع الحج حسين يقول بنبرة حازمة :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن