الفصل الواحد والعشرين

2.5K 184 17
                                    

الفصل الواحد والعشرين

استيقظ من نومه يمد ذراعه جانبه يبحث عنها ولكن كان الفراش بجانبه بارداً مما يدل علي استيقاظها منذ فترة ، حاول الاعتدال في نومته ولكن حركته كانت تؤلم جرحه بشدة ولكنه تحامل علي نفسه حتى جلس وانزل قدميه من علي الفراش وهو ينادي باسمها ولكن دون رد يبدو أنها خارج الغرفة بأكملها ، اتجه إلي المرحاض حتى يغسل وجهه ومن ثم عاد يجلس علي الفراش مرة آخرى يفكر أنها بالتأكيد بالأسفل

في الأسفل كانت تحمل صينية الفطور وهي تقف أمام والدها والذي لم يتوقف عن إلقاء الأسئلة عليها كأنه امسكها بالجرم المشهود :

- ايوه يعني أنتِ من امتي بتفطري في اوضتك مش فاهم

أغمضت عينيها تحاول التحكم في اعصابها فهذه المرة الخامسة التي يوجه لها هذا السؤال ، حاولت الإجابة عليه بهدوء وثبات :

- يا بابا قولت لحضرتك الفطار علشان عبد الرحمن علشان هيبقي متعب عليه أن ينزل والدكتور قال أن لازم يرتاح في الاوضة

- يا سلام ويعني وفيها اي لما ينزل ، تحبي بقي اجهزله الاوضه اللي تحت علشان يرتاح اكتر بقي

قالها بضيق وغيرة واضحة بسبب تصرفات ابنته منذ أن تزوجت ، وقبل أن ترد عليه قاطعتهم حنان بنفاذ صبر :

- ما تسيبها بقي يا مؤنس ما بنتك فطرت معاك عايز اي تاني ، اطلعي ياتسنيم لجوزك زمانه صحي

تنفست بعمق و هرولت من أمام والدها تصعد إلي الاعلى ، جلس مؤنس علي الكرسي مرة آخرى وهو يهتف بضيق :

- هي هتفضل علي الحال ده كتير بقي

حركت رأسها بيأس من تصرفات زوجها والتي أصبحت غير مفهومة ولم ترد عليه ولكن ما لفت انتباها أن مراد ليس موجود :

- هو مراد فين
:::::::::::::::::::::::::

صعدت إليه فتحت الباب تدخل إلي الغرفة وجدته يجلس علي طرف الفراش وجبينه يتسبب عرقاً و ملامحه منكمشه من الوجع ، تركت الصينية علي المكتب وتحركت ناحيته سريعاً تتساءل بقلق :

-في اي يا عبد الرحمن ، مالك يا حبيبي

رفع أنظاره إليها حاول أن يطمئنها ولكن نبرته المتألمة خانته وهو يقول :

-مفيش يا حبيبتي ، هو الجرح بس بيوجعني شويه دلوقتي هاخد المسكن وهبقي كويس

وضعت يديها علي جبينه وجدت حرارته مرتفعه فهتفت بخوف :

-حرارتك عالية اوي يا عبد الرحمن ، قوم معايا لازم نخلي حرارتك تنزل

حاولت أن تجعله ينهض ولكن كان يشعر بالدوار ولم يقدر علي ينهض ، تركته و اتجهت إلي المرحاض سريعا فتحت صنبور المياه تملئه بمياه دافئة ، عادت إليه مرة آخرى و اسندته حتى نهض معها، تحاملت علي حالها حتى دخلت به إلي المرحاض ووضعته في المياه بملابسه ، ارتعش جسده من تلك الفعله وكان يريد النهوض ولكن منعته تسنيم وهي تقول برجاء :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن