اقتباس

4K 142 5
                                    

ترك صديقه وركض إلى الفندق حيث غرفتها، طرق الباب بقوة دون توقف حتى فتحت (خلود) التي أدخلتهم وتركت الباب مفتوح، كان من حسن حظ (آلاء) أنها لم تخلع النقاب بعد، أغلقت الحقيبة بعد أن وضعت كامل ملابسها وعقدت العزم على الرحيل وكل من (يارا) و(هاجر) يحاولان منعها :-
«اهدي بس يا آلاء، طيب على الأقل فهمينا حصل أي؟»

لم تتوقف (آلاء) عن البكاء ولم ترد عليهم، فمازالت كلمات (ياسر) ترن في أذنها وهو يهين في تربيتها وأخلاقها، حاول (مراد) أن يهدئها فقال:-
«آلاء، بعد اذنك اهدي مينفعش تسافري لوحدك في وقت زي ده»

لم ترد عليه هو الآخر ولم تنظر إليه فهي في تلك اللحظة لا تطيق سماع صوت وأصرت على التحرك حتى تخرج من الغرفة، وقف مراد أمامها يمنعها من التحرك فعادت خطوتين للخلف وهي ترفع يديها أمامه تمنعه من الاقتراب وهي تقول بحزم:-
«متقربش مني، أنا كل اللي حصلي النهاردة كان بسببك، أنا بسببك صاحبك قال عليا أبشع الكلام، بعد اذنك يا مراد ملكش أي كلام معايا تاني ولا أي تعامل»

شعر بالذنب والحزن بسبب ما وصلت إليه، هو لم يقصد ذلك أبدًا بكل تأكيد، حاول الاعتذار عما حدث :-
«أنا آسف يا آلاء، والله أنا مكنتش عايز يحصل كده، وربنا عالم أنا مكنش قصدي أي حاجة وحشة»
« أناا اللي غلطانة من الأول إني خليت في أي تعامل بينا، بس أنا هصلح الغلط ده»

أمسكت حقيبتها ولكن أوقفها (عمرو) قائلاً :-
« برضوا مش هينفع تسافري، وطالما مصممة يبقي كلنا هنسافر معاكِ»

وافقوه البنات على ذلك بقولهم:-
«بالظبط كده، لو هتسافري يبقى رجلنا على رجلك مش هينفع نسيبك»

حاولت (آلاء) الاعتراض ولكن قاطعها (مراد) وقال بنبرة يشوبها الحزن :-
«هروح أجيب عربية عقبال ما تجهزوا الشنط»

خرج هو و(عمرو) دون أن ينطقان بكلمة أخرى فشرعوا الفتيات بتجهيز الحقائب، نزل أربعتهم إلى الأسفل وجد كل من (مراد) و(عمرو) و(كريم) في انتظارهم أمام السيارة، صعد الفتيات فركبنّ بالخلف فأتبعهم الشباب في المقدمة بعد أن أخبروا الدكتور المسئول عن الرحلة بضرورة عودتهم، أخرج هاتفه حتى يرسل لها رسالة اعتذار ولكنه وجدها قامت بحظر الرقم وأيضًا خرجت من المجموعة، ابتسم بحزن ها هي تنهي علاقتها به نهائيًا دون رجعه…

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن