الفصل الثالث والثلاثون

2.3K 172 10
                                    

الفصل الثالث والثلاثون

لم تذق عينيه طعم النوم طوال الليل فغير أنه غير معتاد على تغيير مكان نومته فعقله لم يتوقف عن التفكير طوال الليل ، ظل يفكر في كل ما حدث الشهور السابقة من جهة ومن جهة آخرى يفكر فيما هو قادم وكيف سوف تكون حياته و من جهة ثالثة يفكر في تلك المسكينة المتعلق قلبها به رغم كل ما بدر منه إلا انها ترى بداخله نبتة خير تريد إخراجها للنور ويتمني من كل قلبه أن يحدث ذلك

خرج من الغرفة في تمام العاشرة صباحاً متوجهاً إلي المطبخ لتحضير الفطور فهو لم يأكل جيداً طوال اليومين السابقين ، توجه إلي البراد والذي كان يتوقع أن يكون فارغ ولكن على عكس المتوقع كان ممتلئ بالطعام المحضر والمعلبات والعصائر الأمر الذي أثار دهشته فحتى إذا كانت آلاء هي من أحضرتهم فكيف وهو لم يعطيها النقود ولم يطلبهم من الأساس ، فضل أن يتناول فطوره أولاً ومن ثم ينزل لسؤالها واعطائها حقهم

وبالفعل بعد أن أنهى فطوره و استحم وبدل ملابسه وجد الساعة تقترب على الثانية عشر ظهراً ، خرج من المنزل متوجهاً للاسفل بعد أن تأكد أنه أغلق الباب ، دق الباب عدة مرات ووقف منتظراً أن تفتح الباب وان يبدأ يومه برؤيتها ولكن خاب ظنه عندما وجد الحج حسين هو من فتح الباب ، رسم ابتسامة هادئة على شفتيه وهو يقول ببعض الحرج :

- آسف لو كنت بزعج حضرتك دلوقتي أنا بس كنت عايز أسأل آلاء عن حاجه

لم تتغير ملامح الحج حسين ولكنه تساءل بنبرة حادة بعض الشئ :

- خير اي الحاجه اللي عايز تسألها عنها

شعر بالاحراج كثيراً فهو ليس له الحق أن يطلب منه محادثته وحتى معه كامل الحق أن يطلب منه أن لا يحدثها بعد الآن

ظل حسين واقفاً في إنتظار ما سوف يقوله ، فهتف مراد بتساءل :

- كنت عايز اسألها هي اللي جابت الحاجات اللي في التلاجة دي

- ايوه انا اللي طلبت منها تعمل كده ، اكيد يعني مش هتقعد من غير أكل

حرك رأسه مؤيداً له وأكمل حديثه يتساءل عن ثمن الطعام فقاطعه حسين رافضاً أخذ حقهم :

- لا ملوش لزوم دي حاجة بسيطة ، أنا بس اللي يهمني أن الشقة تفضل زي ما هي ومتغيرش فيها حاجه

- متقلقش الشقة أمانة عندي وأنا بشكرك مرة تانية أن حضرتك سمحت أن اقعد فيها

دخل الحج حسين للحظات وعاد مرة آخرى وهو يمسك عصاته وتساءل وهو ينظر إلي ساعته :

- الضهر قرب يأذن ، متوضي ولا تتوضي في الجامع

نظر إليه باستغراب لسؤاله لا يجد ما يقوله كأن لسانه انعقد فكرر الحج حسين سؤاله مرة آخرى :

- متوضي يابني ولا تتوضي في الجامع

وفي لحظة فاق من حالته و أجابه بتلعثم :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن