الفصل الثلاثون

2.3K 179 37
                                    

مناديلك وانتِ داخل الفصل يا اختاه أنتِ وهي مع السلامه عليكم أنا بقي

:::::::::::::::::::::::::

الفصل الثلاثون

" وعندما تعلن عيني العصيان وعدم الانصياع والبكاء ، يتولى عقلي الأمر لإجبارها على ذلك بتذكيرها بأبشع الذكريات ، فتظل علي عصيانها ، فيزيد عقلي الأمر و يستمر العصيان ، وبين هذا و ذاك يقع قلبي ضحية الإثنين ويصرخ بأعلى صوته طالباً الرحمة "

كانت روحه وعقله و قلبه وكل شئ بداخله يصرخ طالباً الرحمة ، يطلب أن تُمحى تلك الذكرى من مخيلته ، يتمني الموت كل دقيقة بعد ما فعله ، يلوم نفسه مئة مرة على مطاوعة شيطانه في لحظة ضعف جعلت عقله مغيباً و في لحظة خان ثقة أخيه ، ثقة صديقته ، ثقة جميلة ، أصبح لا يريد النظر لحاله في المرآة فهو يرى جاسر فقط أمامه ، كم يلعن الشبه الذي بينهم و أصبح يكرهه مثلما يكره حاله

طوال اليومين كان يحاول قدر المستطاع أن يكون طبيعياً أمام والديه حتى لا يثير الشكوك حوله وكان يحاول أن لا يتواجد في المنزل سوى للنوم ، لم يملك الشجاعة للتحدث معها أو الاعتذار منها ، فمهما كان ما سوف يقوله لن يشفع لفعلته أبداً

على الجهة الأخرى ظلت حبيسة غرفتها طوال اليومين حتى الطعام لم تكن تنزل لتناوله حتى لا تجتمع معه في مكان واحد فقط تحججت أنها مريضة ، تلك الحجة التي استخدمتها حتى لا تتحدث مع جاسر فهي لا تملك الجرأة للتحدث معه ، تحتقر حالها لأقصى درجة لأنها لم تقدر على التفرقه بينهم ، نعم كانت تشعر بتغير ملمس يده و طريقته ولكن لم يخيل لها عقلها للحظة أن يكون مراد ، لا تعرف كيف سترفع عينيها في عينيه عندما يعود ، أصبحت تدعي أن يطول غيابه بعدما كانت تتمني عودته في أسرع وقت

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فها هو سيعود في اليوم الثالث وأصبحت مجبرة على الخروج من غرفتها ، نهضت من على فراشها وكانت مثل المغيبة عقلها توقف عن العمل حتى للمذاكرة ، لا تعرف حتى ما الذي ارتدته و نزلت به إلي الأسفل في إنتظار عودته في الصالة

أثناء ذلك خرج من المطبخ بعد أن أخبر والدته أنه ذاهب لإحضار أخيه من المطار ، وجدها تجلس علي الكرسي شاردة العقل فقط تنظر للأرض ، كانت المرة الأولى التي يراها بها بعدما حدث كان يرغب بشدة في التحدث معها ولكن خاف من أن تسوء حالتها ولكن في النهاية لا يوجد مهرب من تلك المواجهة

تقدم ناحيتها بخطوات مترددة حتى وقف أمامها يقول اسمها بنبرة هامسة :

- بتول

بمجرد أن سمعت صوته شعرت بقشعريرة تسري في جسدها ، الآن فقط استعادت موهبتها في التمييز بينهما فهي الآن لا تكره في حياتها نبرة صوت بقدر نبرته ، رفعت رأسها إليه محاولة الثبات دون النطق بأي شئ فقط تبحث عن مراد رفيق طفولتها و شبابها ، تبحث عن من كان يدافع عنها قديماً إذا نظر إليها شخص فقط ، ولكن لم يكن له أي أثر ، فقط صورة مسخ وليس صديقها

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن