الواحد و الثلاثون
في لحظة انقلبت الأمور رأساً على عقب ، في لحظة عاد الحزن يخيم على المنزل من جديد كأنه أصبح جزءًا لا يتجزأ من ذلك المنزل ، فمنذ خروج جاسر من المنزل في ذلك اليوم لم يعد ، الأمر الذي أدخل بتول في حالة حزن واكتئاب شديد محملة حالها ذنب ما حدث ، و حنان التي عندما عادت وعلمت برحيل ابنها لم تتوقف عن البكاء للحظة فهى لا تفهم إلي أين ذهب و ما سبب رحيله وكلما سألت مراد أو بتول لا يرد عليها أحد ، كانت تسنيم لا تختلف حالتها عنها كثيراً ولكن حاولت التماسك حتى تشد من ازرها و أيضاً من أجل طفلها ، عندما عاد مؤنس من السفر وعلم بالأمر كان مثل البركان المشتعل لم يقتنع بحجة أنه تعارك مع بتول خاصة أمام تلك الكدمات التي في وجه مراد جعلت الشك يسايره أنهما تشاجرا من جديد ولكن هذه المرة غير كل مرة
أسبوع مر ولا جديد يذكر فلا يزال مختفي ولا أحد يعلم عنه شئ ، كانت حنان على حافة الجنون من فكرة أن تفقد ابنها ، كانت كل من تسنيم وحياة وأيضاً آلاء يحاولن تهدأتها ولكن دون فائدة لا تتوقف عن مناداة اسم جاسر ، لم تملك بتول الشجاعة لتكون معها في مكان واحد ورؤيتها على تلك الحالة فيكفي شعورها بالذنب
خرجت كل من تسنيم و آلاء من الغرفة بعد أن هدأت حالة حنان ونامت قليلاً وظلت حياة بجانبها ، وقفن أمام الباب وكان يبدو على تسنيم التعب فهي طوال الأسبوع الماضي لم تنم جيداً وأيضاً لا تهتم بأدويتها وطعامها ، لاحظت آلاء حالتها فهتفت بقلق :
- أنتِ كويسة يا تسنيم
حركت رأسها نفياً وهي تضع يدها على بطنها وتقول بارهاق :
- مش كويسة خالص يا آلاء ، حاسه اني هقع من طولي قدام كل اللي بيحصل ده
أمسكت كف يدها وهتفت محاولة أن تشد من أزرها والتهوين عليها :
- خير إن شاء الله يا تسنيم ، ربنا قادر يرجع جاسر بالسلامة وبخير و كل ده هيعدي
- يارب يا آلاء يارب ، جاسر لو فضل غايب اكتر من كده ماما مش هتستحمل
حاولت منع دموعها والتماسك فهذا ليس الوقت المناسب أبداً للانهيار ، في تلك الأثناء خرج هو من غرفته و كان يحاول الاتصال بأحد ما ، بمجرد أن وقعت عينيها عليه وتملكتها رغبة قوية في الصراخ في وجهه وإخباره أنه السبب في كل ما حدث معهم وأن أنانيته هي التي أوصلت الأمور لتلك النقطة ولكنها لا تمتلك الحق في ذلك لهذا اكتفت بقولها :
- خليني ادخلك أوضتك علشان ترتاحي وبعدين اروح اشوف بتول واجيلك تاني
اومات لها إيجاباً وتحركت معها دون أن توجه له أي حديث فهي من الأساس لا تطيقه منذ ما حدث وترفض التحدث معه ، ظل واقفاً مكانه يراقبهم في صمت يشعر بالوحدة الشديدة تتآكله ، كل من حوله ابتعدوا عنه وخسرهم للأبد ، لا ينكر أنه بغبائه وصل لتلك النقطة ولكن في الوقت ذاته يتمنى فرصة واحدة لتصحيح كل تلك الأمور ولكن فات الأوان لذلك
أنت تقرأ
لم يكن الفراق هين
Romanceأولاه الشكر لفطومة Fatma El-Gouhary علي التصميم العظمه ده ثانيا الشكر لتسنيم جميلة الجميلات علي الموك اب ثالثا الشكر الاول دايما هيكون لنيڤين Neveen Salah علي تشجعيها الي عمره ما وقف ليا رابع حاجه ودي الاهم عارفة أن في أخطاء في الاقتباس بس ان شا...