الفصل الخامس وعشرين

2.2K 172 18
                                    

الفصل الخامس وعشرين

بعد أن اطمأنت علي حياة و تركتها مع سراج ورفض حياة الذهاب للطبيب تماماً اضطرت للعودة إلي المنزل وتأجيل نزولهم ليوم آخر ووافقت بتول علي ذلك ، دخلت إلي منزلها وجدت عبد الرحمن يتحدث في الهاتف وعلي ما يبدو أنه يتحدث في العمل ، اتجهت إلي غرفتها ولتغير ملابسها ومن ثم خرجت إليه مرة آخرى وجدته انتهي ويشاهد التلفاز ، جلست بجانبه تريح رأسها علي كتفه وهي تقول بنبرة هادئة :

- رجعت بدري يعني النهارده

- مفيش خلصت المحاضرات اللي عندي وكسلت اروح الشركة خصوصاً انك مش فيها النهاردة

ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيها وهي تقص عليه كل ما حدث معها اليوم مثلما تعودت وكان تعليق عبد الرحمن عليها :

- أكيد خالد كان بيحاول أن يصلح الأمور بينهم بس علي حظه بقي تعبت ، بس واضح أن حياة صعب تسامحه

- معاها حق يا عبد الرحمن ، اللي خالد عمله فيها مش قليل خالص

اعتدل في جلسته قليلاً وهو يلقي عليها سؤاله بخوف من إجابتها :

- طيب لو انا اللي عملت كده يا تسنيم كنتِ هتسامحيني ولا لا

ابتعدت عنه تنظر إليه مباشرة متفاجئة من سؤاله فهي ولأول مرة تضع حالها مكان حياة في ذلك الموقف ، نعم هي لم تكرهه بسبب أشياء آخرى ولكن لم تتخيل أبداً أن يشك عبدالرحمن بها أو يرفع يديه عليها بهذا الشكل ، مثلما لم تتوقع حياة ذلك أيضاً ، طال صمتها قبل أن تجيبه بشرود :

- أنا وحياة يعتبر شبه بعض أوي في حاجات كتير سواء في حياتنا أو لما حبينا ، وزي ما حياة مكنتش متوقعة كده من خالد أنا برضو عمري ما تخيلت انك تضربني يا عبدالرحمن ، علشان كده صعب علينا إننا نسامح علشان انت بتجرحني جرح عمري ما تخيلت أنه يكون منك أنت ، فهمني

ضمها عبد الرحمن إليه بدون تفكير يحاول أن يبث بها الأمان من ناحيته مرة آخرى وكأن بهذا العناق يقطع لها وعد أنه لن يفعل هذا أبداً :

- يوم ما افكر أن اضربك أو اجرحك بكلمة يا تسنيم وقتها يبقي أنا مستهلش حبك ولا استاهل أن أفضل معاكِ ، ووعد منى أني مستحيل اعملها

ضمت حالها إليه أكثر تطمئن حالها بهذا العناق ولو قليلاً ، سمعته يهمس بجانب أذنها بنبرة هادئة مشاكسة :

- بقولك اي أنا شايف إننا أجلنا كتير اوي وانا واحد داخل علي الأربعينات وعايز ابقي بابا يعني

ابتسمت بخجل وهي تبتعد عنه قليلاً وهي تقول بمزاح :

- الأربعينات اي بس ده انت أصغر منى والله

- الله يكرم أصلك والله يابنتي ، جبر الخواطر علي الله

لم تقدر أن تمنع حالها من الضحك بصوت عالي علي طريقته المتحسرة ، وأثناء اندماجها في الضحك عليه وجدته يحملها بين يديه وهو ينهض من علي الأريكة وهتف بمزاح :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن