الفصل الثاني ( النوفيلا )

1.1K 86 15
                                    

الفصل الثاني

في لحظة تغيرت كافة الخطط و قرر مؤنس تغير كل شئ وأرسل رسالة للجميع يخبرهم أن مكان التجمع لن يكون في الڤيلا بل سيكون في منزل المزرعة الخاصة به والذي اشتراه من فترة ولم يذهبوا إليه إلا مرتين فقط ، استغرب الجميع هذا التغيير المفاجئ والغير مبرر و رفض مؤنس توضيح أي شئ إلا عندما يتجمع الجميع في المنزل

تحرك مؤنس بسيارته مع حنان و خلفهم كانت سيارة بتول و جاسر الذي كان يقود على مهل خوفاً عليها ، كان الطريق طويلاً وشاقاً يستغرق أكثر من ثلاثة ساعات لهذا كان موعد التحرك في تمام العاشرة و قد أخبر الجميع أن يتحركوا في الوقت ذاته ، كان التذمر واضحاً على جاسر منذ الصباح ، فبعدما كان يجلس في المنزل يستقبل الجميع ها هو مجبراً على القيادة لمدة ثلاث ساعات وأكثر ، كانت بتول تحاول بقدر الإمكان أن تداري شماتتها به ولكن لم تقدر عندما هتفت بسخرية :

- قال اي مشوارنا أقصر مشوار كام سلمة بننزلهم ، ابقي اتوضي قبل ما تتكلم علشان الحاجات دي بتتنظر

ألقي عليها نظرة مستنكرة والله لولا أنه خائف عليها وعلى ابنه لكان زاد سرعة السيارة عند المطب الصناعي القادم ، ولكن فضل أن يسيطر على حاله وهتف بضيق :

- أتريقي اوي ، هو أنتِ تعبانة في حاجة ياختي ولا بتسوقي ولا هتروقي ولا هتطبخي ولا هتصومي في صحرا

رفعت كف يدها في وجهه بالرقم خمسة وهي تقول بنبرة عالية :

- خمسة في وشك ياشيخ اي ده ، وبعدين مالها الصحرا أهو تساعدك على هدوء الأعصاب بدل ما أنت في انهيار عصبي على طول كده

ترك عجلة القيادة ورفع يديه للسماء وهو يقول بغيظ من طريقتها :

- ادعي عليكم بأي يابعدة ، تضيعوا أعصاب الواحد وبعدين تقولوا الوحش أهو حسبي الله

ظل على هذا الوضع حتى غلبها النوم ونامت ما تبقي من الطريق ، بعد مرور ثلاث ساعات أوقف سيارته أمام المنزل و قام بإيقاظها حتى ينزلا ، تركها حتى تفيق في السيارة وترجل حتى ينزل الحقائب الخاصة بهم والتي كانت ثلاثة حقائب كبيرة ، قام بجذب ثلاثتهم من اليد الخاصة بهم و دخلا ، عند وصولهما أمام الباب وجدا سيارة مراد تصطف أمام المنزل على ما يبدو أنهما وصلا مبكراً ، أشار لبتول حتى تراهما حرصاً أن تكون آلاء نازعة نقابها ، تحركت ناحية الزجاج وجدت آلاء تلعب بهاتفها و مراد غارقاً في النوم و مازن جالس في الخلف يلعب بألعابه ، دقت الزجاج بقبضة يدها حتى تلفت انتباها وقد نجحت في ذلك بالفعل ، انزلت نقابها و فتحت زجاج السيارة وهتفت باشتياق :

- أزيك يا بتول حمد لله على سلامتك

فتحت الباب حتى تسلم عليها وفي المقابل احتضنتها بتول باشتياق واضح فهي لم تراها منذ فترة كبيرة وبعدها ابتعد عنها وهي تقول :

لم يكن الفراق هين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن